انتقد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، دعوات إلى حوار مع الولاياتالمتحدة لتسوية ملفات إقليمية، وحذر من استيراد سلع منها بعد رفع العقوبات المفروضة على بلاده، كما سخر من «سراب تغيير» طهران سياستها الخارجية. وقال إن «الأميركيين يريدون فرض مصالحهم، لا تسوية قضايا. يريدون فرض 60 أو 70 في المئة من مطالبهم بالتفاوض، وتحقيق ما تبقى من أهدافهم بطرق غير قانونية»، متسائلاً: «ما معنى التفاوض معهم؟. وأضاف لدى لقائه وزير الخارجية محمد جواد ظريف والسفراء ومسؤولي البعثات الديبلوماسية الإيرانية: «السبب الرئيس لانعدام الأمن في المنطقة هو الدعم الأميركي للكيان الصهيوني والتنظيمات الإرهابية، وهذه السياسات تختلف 180 درجة عن سياسات إيران». وتابع: «عكس وجهات نظر بعضهم، تشكّل أميركا الجزء الأكبر من مشكلات المنطقة، وليست جزءاً من الحلول لها». ونصح المرشد السلطات الإيرانية بأن «تكون يقظة في شأن الواردات المخالفة للقواعد بعد رفع العقوبات، وأن تتجنّب بجدية استيراد سلع استهلاكية من الولاياتالمتحدة». معلوم أن واردات إيران من الولاياتالمتحدة بلغت 140 مليون دولار في النصف الأول من عام 2015، بارتفاع نحو 60 في المئة من الفترة ذاتها لعام 2014. وغالبية الواردات تشمل أجهزة طبية وأغذية وبذوراً. وهزئ خامنئي من «دعايات أجنبية كثيرة عن تغيير إجباري أو طوعي في السياسات الخارجية الإيرانية»، وزاد: «هذا السراب الغربي مرده أن السياسة الخارجية لإيران تقف سداً منيعاً وصخرة صلبة أمام تفرّد قوى التسلّط، خصوصاً أميركا، وطموحاتها، وهؤلاء يحلمون دوماً بتغيير هذه السياسة». وذكّر ب«مبادئ السياسية الخارجية الإيرانية المنصوص عليها في الدستور، مثل الشعور بالمسؤولية الأخوية تجاه جميع مسلمي العالم، ودعم مستضعفيه، وطرد الاستعمار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى، ودعم النضال المحق للمستضعفين أمام المستكبرين في أي مكان من العالم»، معتبراً أن هذه المبادئ «جذّابة وجديدة وقيّمة، استطاعت جذب الشعوب، خصوصاً النخب». ولفت المرشد إلى أن السياسة الخارجية الإيرانية «ترتكز إلى المصالح البعيدة المدى والمبادئ والقيم، ولا تتغيّر مع تغيير الحكومات والأذواق السياسية»، معتبراً أن «الحكومات مؤثرة فقط في التكتيكات والإبداعات التنفيذية لاستراتيجيات السياسة الخارجية». وحضّ الديبلوماسيين الإيرانيين على «متابعة المبادئ الثورية بصلابة وقوة وفخر، وتكرار الاستراتيجيات الثابتة للسياسة الخارجية، لئلا يحلم الأجانب وأذنابهم في الداخل بتغيير في سياستنا الخارجية». واستدرك: «لا أدعي أننا حققنا كل أهدافنا، أو حتى اقتربنا منها، لأن تنفيذ السياسة الخارجية الثورية ترافق مع غفلة وتقاعس وعدم فطنة وعراقيل خارجية، لكن مكانة العزة التي تحظى بها البلاد الآن، مرهونة بالسياسات الحكيمة، ولو لم نعمل بهذه المبادئ لم يكن معلوماً ما كنا سنواجهه من مشكلات، وما نتلقاه من ضربات عجيبة». وأشاد خامنئي بظريف، لافتاً إلى انه اجتاز «امتحاناً جيداً» في المفاوضات النووية مع الدول الست. وكان الوزير رفع تقريراً إلى المرشد، أشار فيه إلى «الأوضاع الحساسة في المنطقة»، مؤكداً أن «أوامر قائد الثورة والخطوط التي رسمها، هي أساس نشاط وزارة الخارجية». وشدّد على أن الرسالة التي وجّهها خامنئي إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني في شأن تطبيق الاتفاق النووي، ستكون «أساس نشاط الخارجية خلال مرحلة ما بعد الاتفاق». وزاد: «ستسعى بعثاتنا الديبلوماسية إلى توظيف الوضع الراهن للدفع بأهداف الاقتصاد المقاوم، ودعم تيار المقاومة في المنطقة وتسوية مشكلات غرب آسيا على أساس المعايير التي تؤمن بها إيران». وكان وزير الصناعة والتجارة والمناجم محمد رضا نعمت زاده أعلن إصدار «تعميم بمنع استيراد السلع الأميركية ودعم الإنتاج الوطني»، في إطار تنفيذ «توجيهات» خامنئي.