تواصل التحقيق اليوم (الأحد) حول الحريق الدامي في أحد الملاهي الليلية في بوخارست، وسط أجواء من الغضب والاستنكار، إذ اتهمت وسائل الإعلام مالكيه والسلطات باللامسؤولية. وتوفى شخصان ليل السبت - الأحد، وارتفعت الحصيلة إلى 29 قتيلاً، بحسب ما أعلن سكرتير الدولة للشؤون الداخلية رائد عرفات. وقال وزير الصحة نيكولاي بانيتشيو إن «حوالى 40 شخص في حال خطرة». ستستمع النيابة العامة إلى المالكين الثلاثة لنادي «كوليكتيف» الذي اندلع فيه الحريق، وهو ملهى ليلي في مصنع قديم للأحذية في وسط العاصمة الرومانية. وتساءلت صحيفة «افنيمنتول زيلاي» اليومية، «هل ما حصل صدفة أم لعنة ام لامبالاة جنائية؟»، مضيفة أن حرائق دمرت في السنوات الأخيرة ملهيين آخرين يمتلكهما أحد المالكين الثلاثة للنادي. من جهته، اتهم كاتب الافتتاحية في صحيفة «غاندول» اليومية، السلطات أنها لم تشدد عمليات المراقبة في أماكن اللهو الليلية، بعد حوادث مماثلة، لكن الأضرار الناجمة عنها كانت قليلة مقارنة مع ما حصل أمس. وقال شهود إن «300 إلى 500 شاب حضروا الجمعة حفلاً موسيقياً لفرقة غودباي تو غرافيتي للهارد روك المحلية، احتشدوا في الملهى الليلي، عندما أدى عرض للألعاب النارية الى اندلاع حريق، وكان باب واحد مفتوحاً، وليس في الملهى الليلي أي مخارج للطوارىء». واستخدمت مواد سيئة النوعية قابلة للاحتراق في داخل المبنى الصناعي من أجل عزل الأصوات، ما أدى إلى سرعة انتشار النار، بحسب الشرطة. وأوضحت الشركة التي قامت بأعمال التجديد في داخل المبنى الصناعي، أن «أصحاب النادي فضلوا توفير المال على حساب السلامة». وقال رئيس الخبراء الأمنيين لمكافحة الانفجارات جورج غامان، «جمعنا قطع قماش ومواد لعزل الصوت وعناصر أخرى، وسننصرف إلى تحليلها»، وسيركزون عملهم على الاستماع إلى الشهود. وسيبدأ الأطباء الشرعيون عمليات تشريح الجثث، وأصغرها لفتى في ال 15، ولقي عازفاً غيتار في الفرقة مصرعهما. وعمت رومانيا موجة من التضامن، وفي بوخارست وغيرها من المدن، توجه مئات الأشخاص إلى مراكز التبرع بالدم. وتزايدت الدعوات على الانترنت إلى التضامن مع عائلات الضحايا، وأعلن عدد من الفنانين أنهم سيدفعون إلى هذه العائلات عائدات حفلاتهم التي ينوون اقامتها في الأيام المقبلة.