عقد السفير الفرنسي في بيروت دوني بييتون ووزيرة المال اللبنانية ريا الحسن، مؤتمراً صحافياً أمس في قصر الصنوبر، مقر السفير، بمشاركة مديرة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لمياء مبيض البساط ومدير العلاقات الدولية في المعهد الوطني للإدارة في فرنسا فيليب باستيليكا، أطلقا فيه سلسلة «اللقاءات العلمية المخصصة للكوادر العليا في الإدارة اللبنانية»، التي ينظمها قسم التعاون والعمل الثقافي في السفارة، بالتعاون مع المعهدين اللبناني والفرنسي، بين الشهر الجاري وحزيران (يونيو) المقبل. وشدد السفير بييتون على «قوة العلاقات بين لبنان وفرنسا في مجال التعاون الإداري». وقال: «منذ أعوام عدة، نعمل معاً لتعزيز الحوكمة الجيدة ودولة القانون في لبنان، لأننا نعتقد أن وجود دولة جديرة بالثقة، وإدارة فاعلة، يساهم في تحقيق السيادة الكاملة للبنان التي تتمسك بها فرنسا بشدة. لهذا السبب، تتجه شراكتنا نحو تدريب كل فئات الموظفين، من القضاة والديبلوماسيين وموظفي المالية، والموظفين البرلمانيين، والعسكريين، وأفراد الشرطة، والاطفاء وسواهم». وأشاد ب «الشراكة المثالية بين معهد «باسل فليحان المالي والاقتصادي» وعدد من المؤسسات الفرنسية، منها المعهد الوطني للإدارة ومعهد الإدارة العامة والتنمية الاقتصادية». وخلص الى ان «هذا البرنامج هو النموذج الذي تتمناه فرنسا لتعاونها مع لبنان في مجال التعاون الإداري: ليس مجرد محاضرات بل حوار بين الموظفين الكبار من البلدين، وليس مجرد دروس نظرية فحسب ولكن تبادل للمارسات الجيدة». وأكدت الحسن ان «الحكومة اللبنانية ملتزمة تطوير الإدارة العامة، كما تعهدت في بيانها الوزاري»، مشددة على أن «بلوغ هذا الهدف يمر حتماً بتعيين أصحاب الكفاءة والمؤهلات في المناصب القيادية». وأضافت: «ان البرنامج الذي نطلقه اليوم يندرج، في إطار السعي الى تطوير الإدارة العامة في لبنان، وينبع من حرصنا على بناء قدرات موظفي الإدارة العامة». ولاحظت ان «الدعم الفرنسي لعملية بناء القدرات في الإدارة اللبنانية مستمر ومتواصل منذ عام 1996، واطلاق هذا البرنامج اليوم هو تأكيد إضافي ومتجدد لالتزام فرنسا في هذا المجال». وشدد باستيليكا على «أهمية إطلاق هذا البرنامج في المناخ الحالي، اذ إن العولمة والأزمة المالية العالمية أعادتا الاعتبار الى دور الدول في مواجهة أضرار الفوضى الاقتصادية، ما أكسب الوظيفة العامة كل معناها». ورأى أن «الدول لا تستطيع ان تحل محل اللاعبين الاقتصاديين، ولكن عليها ان تؤدي دور الناظم والضامن من خلال توفير اطار قانوني واقتصادي واجتماعي لعمل هؤلاء اللاعبين». وذكّرت مبيض البساط بأن «معهد باسل فليحان استقبل أكثر من عشرة آلاف مشارك في برامجه في الأعوام الثلاثة عشر المنصرمة، في اطار التزامه التدريب المهني للموظفين في وزارة المال والإدارة اللبنانية عموماً.