بعد ساعات من إعلان نتيجة الاستفتاء في جمهورية القرم بالانضمام الى روسيا، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يعترف رسمياً بشبه الجزيرة كدولة مستقلة، ذات سيادة تتمتع فيها مدينة سيباستوبول بمكانة خاصة". إعتبر المراقبون ان هذا التوقيع يفتح الافق لعهد جديد يشوبه القلق في القرم من جهة، وفي روسيا من جهة ثانية، لا سيما بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما توقيعه على أمر تنفيذي جديد يقضي بتوسيع نطاق العقوبات تشمل فرض عقوبات على مسؤولين روس يعملون في قطاع الأسلحة في روسيا وكذلك على الافراد الذين يوفرون الدعم للمسؤولين في الحكومة الروسية. مؤكداً أن "الولاياتالمتحدة على إستعداد لفرض مزيد من العقوبات في حال استمرار روسيا في انتهاك سيادة أوكرانيا". في السياسة الدولية، عُدّ الامر بمثابة انتصار سياسي لبوتين بعد الضربة الموجعة التي تلقاها النفوذ الروسي اثر خلع الرئيس فيكتور يوشينكو عن حكم كييف. ويرى مراقبون ان بوتين "نجح بالانتقام لانتزاع كييف من دائرة النفوذ الروسي في شكل يمتص الغضب الروسي لكنه لا يغفر او يستسلم نهائياً لفكرة إنضمام اوكرانيا الى المحور الغربي". الا ان جميع المعطيات تشير الى ان الامور لن تكون سهلة لروسيا التي تستعد لمواجهة الاسوأ بالنسبة لاقتصادها بعد إعلان الاتحاد الاوروبي في بروكسل تشديد العقويات الاقتصادية على عدد كبير من الروس، والتهديد بإلغاء عدد من الصفقات التجارية الكبيرة التي كانت بين الطرفين. إلاً أن القرار النهائي يعود الى روسيا حيث سيصوّت البرلمان دون شك في نهاية الاسبوع على قانون يجيز ضمّ القرم الى أراضي الاتحاد. وفي انتظار ذلك، على القرم تكريس وضعها الجديد كدولة جديدة مستقلة. واعلن رئيس وزراء القرم الموالي لروسيا سيرغي اكسيونوف ان هذا "الكيان الجديد قادر على الاستمرار اقتصادياً بمساعدة من موسكو". وسيتعيّن ايضا تسوية المسألة الشائكة للقواعد العسكرية الاوكرانية في القرم والتي تضم الاف الجنود واسرهم والذين لا يزالون محاصرين منذ اواخر شباط من قبل جنود روس ومسلحين موالين لروسيا. يذكر ان جمهورية القرم، هي جمهورية ذات حكم ذاتي ضمن أوكرانيا، وتضم الجزء الاكبر من شبه جزيرة القرم. ولها حدود بحرية مع اقليم كراسنودار الروسي من الجانب الشرقي. وأقر مجلس القرم الاعلى ومجلس مدينة سيفاستوبل يوم 11 آذار (مارس) 2014 ، وثيقة إعلان إستقلال الجمهورية، وفقا لاستفتاء شعبي، وتم الامر أمس، الاحد، على مستقبل شبه الجزيرة بعد محاولة فاشلة في مجلس الأمن لوصف العملية ب"اللاقانونية"، أسقطها الفيتو الروسي، وجاءت النتيجة 93 في المئة مع الانضمام مجدداً إلى روسيا بمشاركة 70 في المئة من المقترعين. وتبلغ مساحة الجمهورية 26 ألف و81 كيلومتر مربع. تضم جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي 14 منطقة ادارية و16 مدينة (11 منها ذات اهمية اقتصادية وصناعية) و56 بلدة و950 قرية.