أكدت الحكومة العراقية اعتقال زعيم تنظيم «دولة العراق الاسلامية» في العراق «أبو عمر البغدادي»، وعرضت صورته بعد الاعتقال، وذكرت مصادر ان اسمه حامد الزاوي وهو ضابط سابق في قوات الأمن. لكن وزارة الدفاع الأميركية رفضت تأكيد ذلك. من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم الداخلية العراقية ان قوات الأمن اعتقلت خلية من تنظيم «القاعدة» نصف أعضائها من محافظة الديوانية الشيعية. وتزامنت هذه التطورات مع جدل عراقي - أميركي حول احتمال استثناء الموصل وديالى ومحيط بغداد من الانسحاب من المدن منتصف العام، فيما طالبت بغداد واشنطن باعتذار رسمي عن مقتل عراقيين في الكوت. وذكر بيان للحكومة العراقية أمس ان «رأس الشر، زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو عمر البغدادي، سقط بيد القوات العراقية». وأضاف ان «هذا الارهابي الذي كانت تربطه علاقة وثيقة بالنظام السابق أعلن انه يمثل امتداداً وخليفة لسلفه أبي مصعب الزرقاوي». واعتبر عملية اعتقاله «نوعية تمثل انتصاراً جديدا للقوات الأمنية ورداً حاسماً على فلول الارهاب وإعلاناً لهزيمة القاعدة وكل عصابات الجريمة». وعرض اللواء قاسم عطا، الناطق باسم عمليات بغداد خلال مؤتمر صحافي صورة فوتوغرافية للمعقتل هي الأولى له، تأكيداً لهويته. ورفض البنتاغون تأكيد اعتقال البغدادي، وقال الناطق باسمه براين ويتمان: «لا يمكنني حتى الآن تأكيد هذه المعلومة». ويعتقد بأن البغدادي هو القائد العراقي لتنظيم «القاعدة» مقابل قيادة عربية فعلية يتزعمها أبو حمزة المهاجر. وتفيد معلومات أولية عن الشخصية المعتقلة انه حامد الزاوي، الضابط السابق في قوات الأمن العراقية إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وانه اعترف بأن مناطق محيط بغداد الشمالية تضم العدد الأكبر من عناصر «القاعدة» والانتحاريين. الى ذلك أعلن الناطق باسم الداخلية العراقية عبدالكريم خلف اعتقال خلية تابعة لتنظيم «القاعدة» من ستة اشخاص، ثلاثة منهم من محافظة الديوانية الشيعية (جنوب بغداد) والثلاثة الآخرون من محافظة الأنبار (غرب)، مشيراً الى اعتقال عنصر في الشرطة العراقية متهم بالتعاون مع تنظيم «القاعدة» ساعد المهاجمين على المرور من نقاط تفتيش يحرسها جنود ورجال شرطة في أنحاء بغداد. وأوضح ان المجموعة مسؤولة عن 27 هجوماً، بينها هجمات بسيارات مفخخة. ويكشف التنوع المذهبي للمجموعة المعتقلة ان تنظيم «القاعدة» يستخدم المال لتسهيل مهماته. وكانت اعلانات أمنية سابقة اشارت الى اعتقال من يسمى «امير الجنوب» في تنظيم «القاعدة» لكنها لم تؤكد هويته. وتدعو الخطابات الرسمية لقيادات «القاعدة» الى مهاجمة الشيعة في العراق، فيما تنفي تلك الخطابات وجود علاقات بين التنظيم وإيران التي تتهمها جماعات مسلحة عراقية بتزويد «القاعدة» سلاحاً وتقديم الدعم لانتقال مقاتليها من افغانستان. الى ذلك، تصاعد الجدل بين الحكومة العراقية والقوات الأميركية على خلفية قتل تلك القوات مدنيين في الكوت. واعتبر القيادي في «حزب الدعوة» النائب علي الأديب في اتصال مع «الحياة» ان «الحكومة اعتبرت الحادث انتهاكاً للاتفاق الأمني الموقع بين الجانبين»، وطالب مستشار الأمن القومي موفق الربيعي بتقديم الجنود الأميركيين الذين نفذوا العملية الى القضاء العراقي. ولا يسمح الاتفاق الموقع نهاية العام بين الجانبين بتسليم جنود أميركيين الى القضاء العراقي إلا في حال ارتكابهم جريمة خارج المعسكرات الأميركية وخارج مهماتهم الرسمية.