طهران، نيويورك، أبو ظبي – أ ب، رويترز، أ ف ب – حذر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد دول الخليج أمس، من أن «قوى الاستكبار» تسعى الى الهيمنة على مصادر الطاقة في المنطقة، مهدداً ب «قطع أيدي» تلك القوى إذا سعت الى الاستيلاء على «نفط العراق والخليج». واعتبر أن «البشرية كلها مدينة لتضحيات الإيرانيين»، لافتاً إلى ان «الطريق ممهّد أمام دولة الإمام المهدي العالمية». في غضون ذلك، أفادت معلومات بأن إسرائيل عرضت على جوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي خلال جولته على المنطقة، خطة لفرض عقوبات محكمة على إيران. وفي أبو ظبي، رأى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس «استعداداً» لدى السعودية والإمارات لاستغلال نفوذهما لدى روسيا والصين لفرض عقوبات على إيران. وفوجئ بايدن لدى سماعه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يعرض «خطة» لمواجهة التسلح النووي الإيراني، اعتبرها نائب الرئيس الأميركي «مهمة وتستحق الدرس»، ما منح الحملة التي تقودها الدولة العبرية عالمياً لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، قوة أكبر. وتشمل خطة بيريز، الى جانب فرض عقوبات قاسية على طهران، كيفية مواجهة «خطر التهديد الإيراني للمنطقة»، من خلال نصب منظومة دفاع في الشرق الأوسط، عبر شبكات صواريخ مضادة للصواريخ التي يملكها الإيرانيون وحلفاؤهم في المنطقة. واقترح بيريز نقل «التجربة الكوبية» الى إيران، خصوصاً فرض حظر على شرائها منتجات وخدمات أو بيعها إياها، وعلى إبرام أي صفقة مالية من أي نوع مع أفراد أو شركات إيرانية مرتبطة ب «الحرس الثوري»، إضافة الى حظر السفر الى إيران ومنع دخول مواطنيها الى الولاياتالمتحدة. وحذر نجاد «دول المنطقة من وجود القوى المستأسدة التي لم تأتِ إلى هنا من أجل الديموقراطية». وقال في خطاب ألقاه في مدينة بندر عباس عاصمة إقليم هرمزكان جنوبإيران، أن «رسالة إيران الى دول المنطقة لا تعدو كونها رسالة صداقة وأخوّة». وقال: «تخطئ قوى الاستكبار إذا تصوّرت أنها ستكون قادرة، من خلال إرسال جنودها الى المنطقة، على الهيمنة على نفط العراق والخليج الفارسي، لأن شباب منطقة هرمزكان والخليج الفارسي سيتصدون لها ويقطعون أيديها عن نفط المنطقة». وكرر نجاد ان «النظام الصهيوني في طريقه الى الزوال»، معتبراً ان شنّ إسرائيل «حرباً جديدة ضد لبنان أو سورية، لن ينقذها» من هذا المصير. واستدرك: «من يتصوّر أن في إمكانه فرض شيء على إيران، ستقطع يده». وفي إطار جولته على المنطقة، أجرى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس محادثات في أبو ظبي مع ولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يشغل أيضاً منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات. وأفادت وكالة أنباء الإمارات (وام) بأن الجانبين «اتفقا على أهمية تعاون كل دول المنطقة بشفافية وصدقية، لجعلها خالية من كل أنواع أسلحة الدمار الشامل، حفاظاً على أمنها واستقرارها وتقدم شعوبها ورخائها». ونقلت الوكالة عن غيتس أن محادثاته مع ولي عهد أبو ظبي «تناولت أوجه التعاون بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية». وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية ان محادثات غيتس في أبو ظبي شملت البحث في كيفية «تعزيز الضغوط» على الشركات الإيرانية العاملة في دولة الإمارات، في موازاة سعي واشنطن الى فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي. في نيويورك، ذكر ديبلوماسيون أن الغرب يواجه صعوبة في التوصل الى اتفاق مع روسيا والصين، لفرض عقوبات على إيران. وقال أحدهم إن «الغربيين يواصلون تلقي إشارات متناقضة من الصينيين الذين لا يستبعدون مناقشة إجراءات جديدة في مجلس الأمن، لكننا لا نرى منهم أي التزام فعلي وواضح في المفاوضات».