أخفقت الادارة الاميركية مجدداً في انتزاع تراجع اسرائيلي عن قرار بناء 1600 وحدة استيطانية في القدسالشرقية، واكتفت بتحصيل «اعتذار» من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو عن «التوقيت غير المناسب» لاعلان البناء، وهو اعتذار «ثمّنه» بايدن، في حين اعتبرته السلطة الفلسطينية «غير مقبول»، كما أمهلت لجنة المتابعة العربية اسرائيل 3 ايام لالغاء قرار البناء، مهددة بسحب دعمها للمفاوضات غير المباشرة. رغم ذلك، بقيت الخطط الاستيطانية في القدس قائمة، في وقت كشفت صحيفة «هآرتس» ان لدى البلدية الاسرائيلية للقدس مخططات جاهزة لبناء 50 الف وحدة سكنية جديدة في الاحياء الاستيطانية في القدسالشرقية. وغادر بايدن اسرائيل امس الى الاردن، تاركاً وراءه ازمة تسبب بها قرار البناء الاستيطاني في القدس. وكان نتانياهو سعى الى تهدئة الضجة التي أُثيرت، فحرص على الاعتذار علانية. وجاء في بيان اصدره مكتبه انه أعرب لبايدن عن «أسفه للتوقيت غير المناسب» للاعلان الاسرائيلي، و«اتفق الاثنان على ان الأزمة اصبحت وراءهما». وقال نتانياهو ان وزارة الداخلية لم تطلعه مسبقاً على الاعلان، مؤكداً انه استدعى وزير الداخلية ايلي يشائي للاعراب له عن «استيائه». من جانبه، اعرب بايدن خلال خطاب القاه في جامعة تل ابيب، عن «تثمينه» استجابة نتانياهو الذي «اعلن هذا الصباح (الخميس) انه يعكف على وضع عملية تحول دون تكرار ما حدث (الاعلان الاسرائيلي)». ودعا الى بدء المفاوضات من دون تأجيل، وقال ان الادارة الاميركية «ستحمل المسؤولية لاي طرف يمس بالمفاوضات». وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت» افادت في عنوانها الرئيس ان بايدن «يغلي غضبا»، وانه هاجم بشدة غير مسبوقة حكومة نتانياهو، ولمح في اجتماعات مغلقة ان قرار البناء «بمثابة مادة تفجيرية قد تجر الشرق الاوسط برمته نحو حرب دامية»، كما «يشكل خطراً على الولاياتالمتحدة وعلى قواتها في افغانستان والعراق» لان «العالم الاسلامي يربط بين افعال اسرائيل وسياسة الولاياتالمتحدة». رغم ذلك، لم يُشر بايدن في كلمته امام الجامعة الى أن واشنطن ستضغط على اسرائيل لالغاء مشروع البناء، بل اكتفى بالقول ان نتانياهو طمأنه الى أن «البدء الفعلي بالبناء في هذا المشروع بالذات سيستغرق على الارجح سنوات»، مشيرا الى ان الفلسطينيين اساؤوا الفهم واعتقدوا ان البناء سيبدأ فورا، واضاف: «سيكون لدى المفاوضين وقت لحل هذا والقضايا الاخرى التي لم تحسم بعد». في الجهة المقابلة، رفضت السلطة الفلسطينية بيان الاعتذار الاسرائيلي، وقال كبير المفاوضين صائب عريقات ان البيان «غير مقبول لانه يتحدث عن خطأ في التوقيت وليس عن خطأ في الجوهر، هو استمرار الاستيطان الذي يجب ان يتوقف وان تلغى كل قرارات الاستيطان». وافاد مسؤول فلسطيني ان الرئيس محمود عباس (ابو مازن) تلقى اتصالا هاتفيا من بايدن ابلغه فيه ان نتانياهو سيوضح في بيان الموقف الاسرائيلي من ازمة الاستيطان في القدس، ودعاه الى استئناف المفاوضات. ووقفت الجامعة العربية وراء الموقف الفلسطيني، واعلنت لجنة المتابعة العربية عقب اجتماعها ليل الاربعاء - الخميس في القاهرة انه «في حال عدم وقف الاجراءات الاسرائيلية فورا... وعدم سحب الاعلانات الخاصة ببناء مئات المستوطنات في القدسالمحتلة، تخلص اللجنة الى ان المفاوضات المقترحة (غير المباشرة) تعتبر غير ذات موضوع». واكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه «ما لم يحدث شيء في ظرف يومين او ثلاثة، فانه لا بد من العودة الى الاجتماع لاتخاذ قرارات». واضاف ان عباس «ابلغني انه لن يدخل في مفاوضات تحت الظروف الحالية»، معتبرا ان هذا «يضع التزاما على الدولة الاميركية على الاخص التي اعطت تأكيدات للرئيس ابو مازن انها، عندما تبدأ المفاوضات، لن تقبل بأي اجراءات احادية».