لم يسلم الإعلام المصري من الانتقادات منذ بدء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية لعام 2015، وصب عليه كثر من السياسيين والخبراء، الويلات، والاتهامات بالتقصير في واجبه تجاه المجتمع ومن ثمّ ضعف الإقبال على لجان التصويت. وقوبلت هذه الانتقادات لدى القائمين على وسائل الإعلام ومقدمي البرامج، بنوع من الضيق، اذ الاتهامات كما وصف البعض هي «الشمّاعة» التي يعلق عليها الجميع أخطاءه. في هذا الإطار انتقد الإعلامي المصري محمد شردي، مقدم برنامج «90 دقيقة» على فضائية «المحور»، حملة الاتهام التي طاولت الإعلام ومقدمي البرامج واصفاً إياها ب «الموضة». وقال شردي ل «الحياة»: «الاتهامات الموجهة إلى مقدمي البرامج الفضائية ووسائل الإعلام، ما هي إلا موضة منتشرة في مصر تواصل لوم الإعلام بشكل دائم، وكأن الإعلاميين سبب مشاكل مصر، ولا أعرف كيف نتعامل، مع هذا الكم من المرشحين في هذا الوقت الضيق!». وأضاف: «هل نحن مطالبون بشرح برامج المرشحين للجمهور، بخاصة فئة المستقلين؟ تلك مهمة الناخب، وليست مهمة الإعلام، ولا أستطيع التركيز في برنامجي على مرشح واحد، ودعني أسأل: هل تتوقع أن يستمع الجمهور لهذه الوجبة السياسية الدسمة. بالطبع لا، مثلما لا يستطيع أي صحافي أن يُقدّم في صحيفته لوناً سياسياً أو فنياً أو ثقافياً واحداً. لا بد من أن تقدم لجمهورك وجبة مختلفة وشاملة بين السياسة والفن والرياضة وأخبار المجتمع، حتى لا يمل ويبتعد عنك». وأوضح شردي أن فترة الدعاية الانتخابية التي لم تتجاوز 15 يوماً، كانت قصيرة جداً، وأن الإعلام غير مسؤول عن هذا الشأن. شمّاعة الإعلام ورداً على الاتهامات التي تطاول الإعلام المصري بالخروج عن المهنية، قال شردي: «الذين يتحدثون عن المهنية، خارج مصر، لماذا نسوا أن الإعلام الأميركي إعلام موجه، وله أهدافه؟ أين الحياد في العالم؟ نحن نرى أن كل البرامج الحوارية في العالم، يقدم فيها المذيع رأيه، ونحن لا نفعل شيئاً غريباً». ولفت إلى أن لا كمال في الإعلام، إنما محاولات من الإعلاميين في مصر للتجويد، على أن البعض يحاول تحميل الإعلام بمشاكل أكبر من حجمه وكأنه «شماعة»، نُعلّق عليها كلّ شيء. وأكد شردي أن المنطق الذي يجري على الإعلام في العالم، يطبق في الداخل المصري، وأن الموضوعية التعليق على الخبر وليس تحريفه، وهو الشيء نفسه المتعارف عليه في دول العالم. وفي رده على تقييم أداء التلفزيون الحكومي، قال شردي: «التلفزيون المصري جريمة مكتملة الأركان في حق الشعب المصري، وخسارة وإصرار على الخسارة، من دون النظر إلى التطوير. الإعلام الحكومي في حالة متردية، لم أر هذا الكم من المحطات المتلفزة والمسموعة وهنا أسأل هل تحتاج الحكومة إلى كل هذه القنوات؟ لا بد من هيكلة هذا القطاع». ميثاق الشرف وفي ما يخص دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاب أكتوبر، يردّ شردي بأنّ صياغة ميثاق الشرف الإعلامي، تفتح الباب أمام اقتراحات تُقدم للحكومة حول هذا الشأن منذ خمسة عشر عاماً. ويرى أن صياغة مثل هذا الميثاق يحتاج إلى تآلف عدد من الجهات من أساتذة الإعلام والخبراء والقائمين على وسائل الإعلام، فالمسؤولية هنا مشتركة ولا تقع على طرف واحد. ويتفق شردي في الرد الأخير الذي وجهته الخارجية المصرية إلى بعض الصحف ووسائل الإعلام الغربية، بعد تعليقها سلباً على الانتخابات ونتيجتها قبل صدور النتيجة الرسمية من الجهة المخول لها ذلك. واستدرك «الإعلام الغربي تحدث على الانتخابات، والنتيجة النهائية للانتخابات لم يعلن عنها بعد، وكان علينا التوضيح للجماهير هناك، والتي تتأثر بإعلامها وتكون رأيها تجاه مصر على معلوماته». ويرى أن الرد من الخارجية على كتاب الرأي والمقالات أمر طبيعي، يحدث في السفارات وفي مقدمها السفارة الأميركية التي تتواصل معه ومع الإعلاميين في مصر حال نشر شيء استدعى ردها وتوضيحها. حادث نيويورك وفي جانب آخر، انتقد شردي، الإعلامي والنائب السابق في البرلمان المصري، تجاهل الإعلام الأميركي واقعة الاعتداء عليه ضمن الوفد الإعلامي المرافق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في زيارته الأخيرة لنيويورك. وأردف قائلاً: «الإعلام الأميركي لم يهتم بواقعة الاعتداء على الوفد الإعلامي المصري في نيويورك، وأظهر أنه غريب الشكل، وأحد الصحافيين الأميركيين، تحدث في إحدى الصحف الأميركية، عن المخطط الذي أعده عناصر الإخوان وأطراف الخطة التي تغافلتها الشرطة الأميركية، ولم يتنبه إلى كلامه أحد، وهناك جمعيات اتصلت بنا وسجلت الصمت الأميركي، وأثبتت لنا أنه متحيز ضد مصر».