أعلنت منظمة الأغذية العالمية (فاو) التابعة للأمم المتحدة أن حوالى 21 ألف شخص يموتون يومياً بسبب الجوع، ما يعني موت شخص واحد كل أربع ثوانٍ، غالبيتهم من الأطفال. وأوضح موقع «دو سمثينغ» (dosomething) أنه «على رغم هذا العدد الكبير من الوفيات بسبب الجوع، إلا أن المواد الغذائية في العالم تكفي الجميع، لكن المشكلة أن الجياع لا يملكون المال لشراء ما يكفيهم من الطعام، وبالتالي يعانون من سوء التغذية ما يفقدهم القدرة على العمل، وبالتالي يتدهور حالهم ويموتون». وأكدت منظمة «دو سمثينغ»، وهي إحدى أكبر المنظمات المهتمة بالشباب والتغيير الاجتماعي وجود حقائق عدة عن الجوع في العالم، أبرزها أن 11 في المئة من سكان العالم يعانون الجوع وسوء التغذية، إذ يستهلكون 1200 سعرة حرارية يومياً، وهو أقل من الحد الموصى به. وأوضحت المنظمة أن العالم ينتج غذاءً يكفي لإطعام سبعة بلايين شخص، لكن أولئك الذين يعانون الجوع، إما أنهم لا يملكون المال لشراء الطعام، أو ليس لديهم محاصيل زراعية. وأشارت إلى أن هناك عشرة بلدان حققت نجاحاً كبيراً في خفض عدد الجياع من سكانها، هي أرمينيا وأذربيجان والبرازيل وكوبا وجورجيا وغانا والكويت وسانت فنسنت وجزر غرينادين وتايلاند وفنزويلا. واعتبرت المنظمة أن الفقر هو السبب الرئيس للجوع، إضافة إلى أسباب أخرى مثل فقر الموارد والتفاوت في توزيع الدخل والصراعات والحروب، مشيرة إلى أنه في العام 2010 توفي أكثر من 7.6 مليون طفل (ما يعادل 20 ألف طفل يومياً)، تسبب سوء التغذية في أكثر من نصفها. وعلى رغم أن بعضهم يعتقد بأن الجوع يتركز في أماكن محددة، لكن المنظة قالت إن 98 في المئة من الجوعى يتوزعون على مختلف أنحاء العالم، منهم 526 مليون جائع في آسيا، فيما تنفرد أفريقيا بأكثر من ربع سكان العالم الذين يعانون سوء التغذية، إذ إن واحداً من بين كل أربعة أشخاص يعاني الجوع المزمن تقريباً. وأشارت «دو سمثينغ» إلى أن واحداً من بين كل 15 طفلاً في البلدان النامية يموت قبل سن الخامسة، غالبيتهم بسبب الجوع. ولفتت إلى أنه عندما تعاني الأم من سوء التغذية خلال فترة الحمل، غالباً ما تلد طفلاً يعاني من سوء التغذية أيضاً، ويولد 17 مليون طفل بهذه الطريقة تقريباً. وأكدت المنظمة ان 315 ألف امرأة ممن يعانين نقص المواد الغذائية الأساسية مثل عنصر الحديد أثناء فترة الحمل، يفقدن حياتهن أثناء الولادة كل عام، نتيجة النزيف. ولخصت منظمة «الفاو» بدقة مشكلة الجوع، قائلة إن «العالم ينتج حالياً ما يكفي من الغذاء للجميع، ولكن الكثير من الناس لا يستطيعون الحصول عليه». ووفقاً لتقرير أصدرته المنظمة في العام 2009، فإن حوالى 400 مليون هكتار من السافانا الأفريقية مناسبة تماماَ للزراعة، ولكن 10 في المئة منها فقط تزرع. وتمتلك أفريقيا العديد من المقومات التي تجعلها صالحة للاستثمار الزراعي، منها المناطق الحضرية وسرعة النمو الاقتصادي، إضافة إلى الأسواق المتنوعة والمناخ الزراعي الجيد، ما يعني أنها قد تستطيع محاصرة الجوع على المدى القصير، وأن تكون مصدر مذهل للغذاء على مستوى العالم في المدى الطويل. ويوجد برامج فاعلة لكسر دوامة الجوع حول العالم، مثل برنامج «الطعام في مقابل العمل»، والذي يقوم على تقديم الطعام والمال إلى البالغين، في مقابل تنفيذ البنية التحتية من بناء المدارس وحفر آبار وتنفيذ الطرق. ويستهدف برنامج «الطعام من أجل التعليم» الأطفال، إذ يوفر لهم الطعام عند ذهابهم إلى المدراس، ليساعدوا بعد ذلك في تطوير الحياة في مجتمعاتهم وانتشالها من الجوع والفقر.