يزدحم مضمار أكاديمية "أسباير" للتفوق الرياضي في العاصمة القطرية الدوحة بحوالى 670 عداءة وعداء من 160 بلداً (رقم قياسي)، سيتبارون على مدى ثلاثة أيام في بطولة العالم داخل قاعة لألعاب القوى. وستكون المرة الأولى التي تقام فيها المنافسات في منطقة الشرق الأوسط، والرابعة التي تخرج فيها من القارة الأوروبية بعد أن استضافتها مدينة انديانابوليس الأميركية عام 1987 وتورونتو الكندية عام 1993 ومايباشي اليابانية في 1999. وتعتبر المناسبة أهم البطولات وأكبرها التي تحتضنها قطر بعد دورة الألعاب الآسيوية أواخر عام 2006، وتأتي وسط حملة قطرية لافتة لنيل شرف استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وتبلغ جوائز "مونديال القاعة" 2.5 مليون دولار. وسينال الفائز بالمركز الأول في السباقات الفردية جائزة مالية مقدارها 40 ألف دولار، في مقابل 20 ألفاً للثاني و10 آلاف للثالث، ويراعى التوزيع ذاته لفرق سباقات البدل أيضاً. ويحصل كل عداء على جائزة إضافية مقدارها 50 ألف دولار في حال تحقيق رقم عالمي جديد. وستحتضن الدوحة أيضاً اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى برئاسة السنغالي لامين دياك الاثنين والثلثاء المقبلين. قوة أميركية وقد يكون غياب العداء الجامايكي الشهير أوساين بولت (حامل الرقمين القياسيين العالميين في ال100 وال200م) مؤثراً عن أي لقاء أو بطولة في العاب القوى، إلا أن المشاركة الأميركية في بطولة العالم داخل قاعة تبدو لافتة سعياً إلى تكرار انتزاع المركز الأول كما حصل في فالنسيا قبل عامين. ويتصدر برنارد لاغات الكتيبة الأميركية وسيسعى إلى احراز ذهبية ال3 آلاف م التي سبق أن نالها قبل ستة أعوام. وهو يحمل ذهبيتين في بطولة العالم في الهواء الطلق عام 2007 وثلاث ذهبيات في الألعاب الأولمبية عامي 2000 في سيدني و2004 في أثينا. ويشارك أيضاً كريستيان كانتويل (حامل لقب دفع الجلة) وبراين كلاي الفائز بذهبية المسابقة السباعية، وتيرنس ترامل في ال 60 م حواجز، ووالتر ديفيس بطل الوثبة الثلاثية. كما يبرز برشون جاكسون وجمال تورانس (400 م) ونك ساندوز (800 م). وفي سباق السرعة لمسافة 60 م يشارك ايفوري وليامس ومايكل رودجرز، وسيواجهان منافسة قوية من البريطاني دواين تشامبرز. ولدى السيدات تبرز مشاركة كارميليتا جيتر وميكي بابر (60 م) وديبي دان وديدي تراوتر (400 م) وأليسون جونسون (800 م) ولولو جونز (60 م حواجز). وستخسر بريطانيا ميدالية شبه أكيدة بسبب غياب بطل العالم في الوثبة الثلاثية فيليبس ايدوو بداعي"ولادة طفله". وكان ايدوو احرز ذهبيتي المسابقة في بطولتي العالم داخل قاعة وفي الهواء الطلق، فضلاً عن فضية دورة بكين الأولمبية 2008، وهو أحد الرياضيين الذين تعول عليهم بريطانيا كثيرا في احراز الميداليات إضافة إلى لاعبة السباعية جيسيكا اينيس ودواين تشامبرز (60 م). ويدافع الصيني ليو جيانغ عن لقبه في سباق 60 م حواجز، وسيخوض أول بطولة كبيرة منذ انسحابه من ال110 م حواجز في بكين بسبب الإصابة في كاحله، خضع على أثرها إلى جراحة في الولاياتالمتحدة. وستكون الروسية يلينا ايسينباييفا مرشحة فوق العادة في منافسات القفز بالزانة، وهي تحمل الرقم القياسي العالمي البالغ 5.05 م، وتشارك أيضاً مواطنتها تاتيانا كوتوفا بطلة الوثب الطويل، والكرواتية بلانكا فلاسيتش في الوثب العالي، والاثيوبية ميسريت ديفا الساعية إلى ذهبيتها الرابعة في ال3 آلاف م. محاولات عربية عربياً، تسعى ألعاب القوى السعودية إلى استعادة بريقها المفقود على المستوى الدولي، حيث اخفق لاعبوها في دورة بكين، ومنذ ذلك الوقت لم يحقق أي عداء سعودي إنجازاً يُذكر. وجاء في مقدمة المتأهلين إلى بطولة العالم حسين السبع في الوثب الطويل، وكانت آخر نتائجه داخل الصالات تحقيق برونزية البطولة الآسيوية ال13 في الدوحة 7.72 م، فيما حقق الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية الثانية للقاعات (7.93 م). كما تأهل مواطناه ياسر الناشري وسلطان الحبشي. ويشارك عداءان من البحرين فقط هما طارق مبارك (3 آلاف م وبلال منصور (1500 م). وسيكون السوداني إسماعيل احمد، حامل فضية ال800 م في بكين، مرشحاً أيضاً للصعود إلى منصة التتويج إلى جانب زميله أبو بكر كاكي. من جهته، أوضح رئيس الاتحاد القطري لألعاب القوى مدير البطولة عبدالله الزيني أن مشاركة بلاده "قليلة العدد كون تحقيق اللاعبين للمستوى المطلوب منهم في مثل هذه البطولات لم يتحقق، فيشارك خمسة عدائين فقط في مسابقات 3 و5 آلاف م و1500 م و60 م والوثب العالي بعد أن انسحب خالد حبش من منافسات دفع الجلة". وتوقع إحراز ميدالية في سباق 3 آلاف م "اذ يملك جيمس كواليا الفائز ببرونزية في بطولة العالم في برلين فرصة كبيرة"، مضيفاً "أن وصول صامويل فرانسيس إلى نهائي سباق 60 م سيعد إنجازاً طيباً". واعتبر الزيني أن "ألعاب القوى رياضة غير معروفة مثل كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط وقطر تحديداً، ومن أهدافنا نشر هذه اللعبة وتوسيع قاعدتها من خلال توسيع ثقافة الجمهور فيها. طبعا فان إقامة البطولة على أرض قطر يعد فرصة كبيرة لتحقيق هذا الهدف، ويمكننا لمس التجاوب من خلال الإقبال على التذاكر". وزاد: "كان غياب الجمهور في قطر التحدي الأبرز، لكننا الآن استطعنا جذب الجمهور من خلال حملة ترويجية، فالتذاكر بدأت تنفذ". وأعلن مدير إدارة المراسم والاحتفالات في اللجنة المنظمة خالد المولوي أن الإفتتاح "سيتضمن مفاجآت ستبهر الجميع". وزاد: " تستضيف قطر بطولة كبيرة وستنتقل لضيافة تركيا عام 2012 وهي أكبر. هكذا عودنا العالم على الإبهار وأن تظل استضافة قطر لأي بطولة عالمية عالقة في أذهان الجميع لسنين طويلة وهذا ما يضاعف من مسؤولياتنا". وكشف مدير الإعلام في البطولة عبدالله الملا عن "وجود 350 إعلامياً من 90 بلداً و15 محطة فضائية لتغطية فعاليات البطولة"، مضيفاً "أن المركز الإعلامي يتسع لحوالى 200 إعلامي ومجهز بأحدث وسائل الاتصال.