رفض الإعلامي السعودي حامد الغامدي ما تردد حول سحب النسخة السعودية من برنامج المسابقات البريطاني «المكعّب» منه، وتحويل وجهته إلى المذيع الشاب فيصل العيسى ليقوم بمهمة تقديمهوسيعرض على القناة السعودية الأولى. وأكد الغامدي أنه لم يتم التخاطب الجاد معه حول إمكان تقديم البرنامج، وأن كل ما حصل هو مجرد اقتراح اسمه من جانب بعض الأشخاص من دون حدوث أي اتفاق. وقال المذيع في القناة الأولى في حديث إلى «الحياة»: «حدث اجتماع مع الشركة المنتجة المنفذة للبرنامج وتم طرح فكرة البرنامج، واقترح بعض الزملاء اسمي للقيام بمهمة تقديمه، لكن مع مرور الوقت تلاشت الفكرة، وفي كل الأحوال لا أجد أن البرنامج متناسب مع شخصيتي، كونه برنامجاً رياضياً وحركياً بعض الشيء، والجمهور اعتاد عليّ كمقدّم برامج مسابقات ثقافية، وليس كل من قدّم برنامج مسابقات معيّناً يفترض أن يكون قادراً على تقديم برنامج مسابقات آخر». وحول ارتياحه في التلفزيون السعودي ورفضه الانتقال إلى أي من القنوات الخاصة قال: «أنا سعيد جداً ببقائي في التلفزيون السعودي وعدم انتقالي منه، لأنني أسير وفق مبدأ إمكان أن نقدّم في تلفزيوننا الحكومي كل ما يتم تقديمه في أي تلفزيون آخر، وكنت في فترة ماضية تصل إلى عام 1997 بصدد الانتقال إلى شبكة قنوات خاصة لكن لم يكتمل الاتفاق لحدوث ما يجعلني أتردد في نهاية الأمر وبالتالي أمانع في الانتقال»، نافياً أن يكون السبب وراء بقائه في التلفزيون السعودي هو ضمان وظيفة حكومية له، مرجعاً ذلك إلى أنه صاحب مهنة تشفع له بالعمل في أي مكان، وأن المذيع المميّز والمتمكّن تتسابق على استقطابه كل القنوات. وكشف عن أن العمل تحت إدارة حكومية يحوي بعض المشكلات التي في مقدّمها «البيروقراطية الإدارية»، موضّحاً أنه عانى منها كثيراً بجانب زملائه ولا تزال معاناتهم مستمرة، مضيفاً أن حل هذه المشكلة يتمثّل في تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى مؤسسة، مستشهداً بعدم وجودها في القنوات الخاصة الكبرى والشهيرة، الأمر الذي أسهم في تفوقّها على القنوات الحكومية بجانب مجموعة من الأمور أبرزها تمتّعها ب«الاحترافية الجماعية»، إذ إن الاحترافية في القنوات الحكومية – كما يرى - لا تتجاوز مجموعة من الأفراد المجتهدين. وحول الاتهام الذي يوجهه البعض إلى أصحاب الخبرة من المذيعين في التلفزيون السعودي ومفاده أن مذيعي الجيل القديم فيه لم يفسحوا المجال للمذيعين الشباب ممن يمتلكون الموهبة، أكد أنه يؤمن بأهمية التجديد والعمل على استقطاب الشباب الموهوبين، إلا أنه في الوقت ذاته شدد على أهمية وجود أصحاب الخبرة والعمل على المزج بين الطرفين، معتبراً أن كل برنامج له أسلوبه وله مذيعه المناسب، فالأخبار والبرامج الحوارية العميقة مثلاً بحاجة إلى مذيع له خبرته في هذا المجال كما يحدث في أشهر وأكبر القنوات على مستوى العالم مثل cnn وbbs وnbc وcbc وغيرها من القنوات التي يوجد فيها مذيعون لهم خبرتهم ممن تجاوزوا الستين والسبعين عاماً، مبيّناً أن التقديم الإخباري يمثّل له العشق والأساس لكونه المجال الذي قضى فيه معظم سنوات حياته العملية. ولم يبدِ الغامدي خوفه من منافسة بعض برامج المسابقات التي يتزامن عرضها مع برنامجه الشهير «سباق المشاهدين»، مؤكداً ثقته الكبيرة بالبرنامج وبجماهيريته على مستوى الوطن العربي، معتبراً أن وجود المنافسة أمر طبيعي وإيجابي لأنها تُشعر بوجود المسؤولية وبالتالي الحرص على الاجتهاد لتقديم المزيد من التميّز، مضيفاً أن حصول البرنامج على المرتبة الأولى في عدد من الاستفتاءات الإعلامية يعد برهاناً على نجاحه ومكانته لدى الجمهور، مستبعداً أن يكون البرنامج ظُلم بإيقافه خلال فترة مضت بناء على رغبة الإدارة السابقة للتلفزيون السعودي بالتجديد في نوعية البرامج: «لا أعتقد أن البرنامج ظُلم حينما تم إيقافه لعامين وهو في أوج تميّزه، بل ربما كان ذلك عاملاً إيجابياً، إذ بقي الناس على صلة بالبرنامج وانتظروا عودته مجدداً، وحينما عاد كانت الجماهيرية أقوى، ومبدئياً البرنامج سيكون حاضراً في رمضان المقبل»، كاشفاً عن وجود تخطيط لتقديم برنامج مسابقات آخر يطل على الجمهور خلال خمسة أو ستة أشهر من العام ويكون «سباق المشاهدين» محتفظاً بمكانته ووجوده الرمضاني. وأوضح أن عودة الدكتور عبدالعزيز خوجة إلى وزارة الثقافة والإعلام وزيراً بعد أن غادرها وكيلاً جعلت التلفزيون السعودي بمختلف قنواته يسير باتجاه إيجابي بشكلٍ كبير، مضيفاً أن «الدكتور عبدالعزيز خوجة استطاع أن يضخّ الدم في التلفزيون من جديد، الأمر الذي جعل البوصلة تتجه بالاتجاه الصحيح، واستطاع أن يعيد الجمهور الذي هجره لفترة واتجه إلى قنوات أخرى، لذا أنا متفائل كثيراً بمستقبل التلفزيون، لأنه يتملك كفاءات عالية تستطيع أن تجعل الأنظار متجهة إليه».