خسرت إسرائيل صديقاً مقرباً لها برحيل رئيس الوزراء الكندي السابق ستيفن هاربر الذي يدعمها في كل المحافل الدولية، عن منصبه نتيجة خسارة حزبه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وكان الحزب «الليبرالي» برئاسة جاستن ترودو فاز في تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، بالغالبية المطلقة في مجلس العموم الكندي، لينهي نحو 10 أعوام من حكم المحافظين بزعامة ستيفن هاربر. وعبرت الصحف الإسرائيلية عن قلقها نتيجة هذه الخسارة. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو خسر أحد أقرب أصدقائه على الساحة الدولية، إن لم يكن الأقرب». وأشارت إلى أن «رئيس الوزراء الجديد جاستن ترودو لم يزر إسرائيل، بل أعرب عن معارضته أي خطوات أحادية الجانب في ما يتعلق بالمستوطنات الإسرائيلية في فلسطين». وتوقفت الصحيفة عند موقف ترودو المعارض لموقف تل أبيب الرافض للاتفاق النووي الإيراني، إضافة إلى نيته الانسحاب من التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، لكنها في الوقت ذاته ذكّرت بوصفه حركة المقاطعة لإسرائيل بأنها «صورة جديدة لمعاداة السامية، وبدعم ممولين يهود له خلال معركته الانتخابية، وبأن اثنين من مستشاريه ومساعديه من الداعمين لإسرائيل وهما أرفين كوتلر وزير العدل السابق، وستيفان برونفمان نجل البليونير اليهودي الكندي تشارلز برونفمان». ووصفت الصحيفة خسارة هاربر بالضربة الشخصية القاسية التي تلقاها نتانياهو، لافتة إلى أنه «ساعد إسرائيل في أحداث مختلفة، خصوصاً عندما أرسل طائرات إطفاء خلال حريق الكرمل، وأيضاً عندما نصّب حقوقياً كندياً مشرفاً على لجنة التحقيق في أحداث مرمرة (سفينة الإغاثة التركية التي أغرقتها إسرائيل)». واعتبرت صحيفة «هآرتز» أن «هاربر قد يكون امتلك نبرة مختلفة تجاه إسرائيل، لكن بعضهم يرى أنه لم يغير شيئاً في سياسات كندا الرسمية». لكن صحيفة «جيروزالم بوست» قالت إنه «لن يستطيع أحد في اوتاوا (العاصمة الكندية) التفوق على هاربر لجهة الشغف والالتزام والإخلاص في دعم إسرائيل». وأضافت أن «هاربر يعد الصديق الأفضل لإسرائيل بين قادة العالم»، مستشهدة بقول نتانياهو لهاربر عند زيارته اسرائيل في مطلع العام الماضي «أنت صديق عظيم لإسرائيل والشعب اليهودي». من جهة ثانية، اعتبر خبراء في العلاقات الإسرائيلية - الكندية، أن «العلاقات بين الدولتين ستستمر في النهاية، حتى لو اختفت اللهجة الودية التي ميزتها أو خفّت». وكان ترودو، أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما، في القرار الأول له، بأن «حكومته ستوقف الضربات الجوية في العراق وسورية ضد داعش»، لكنه لم يحدد أي جدول زمني. وقال الزعيم الليبيرالي خلال مؤتمر صحافي، إن الرئيس الأميركي «يتفهم الالتزامات التي قطعت خلال المعركة الانتخابية بوضع حد للمهمة القتالية». وأشار إلى أنه تحدث خلال مكالمة هاتفية مع أوباما عن «مواصلة كندا أداء التزامها التحالف ضد داعش». وكان ترودو قال خلال الانتخابات البرلمانية إنه «بدلاً من إلقاء القنابل، يجدر بكندا أن تساهم في تدريب القوات المحلية على محاربة داعش على الأرض، وزيادة الدعم الإنساني». وأكد أن «أوتاوا يمكنها المساعدة في محاربة التنظيم في شكل أفضل من طريق تدريب القوات البرية كما فعلنا في أفغانستان وأماكن أخرى».