ألقى قرار اسرائيل بناء 1600 وحدة سكنية في حي «رمات شلومو» الاستيطاني في القدسالمحتلة، بظلاله على زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي جدد امس عقب محادثاته مع الرئيس محمود عباس، تنديده بالقرار الاسرائيلي، معتبراً انه «يقوض ثقة الفلسطينيين بعملية السلام»، في وقت شدد عباس على ضرورة إلغائه. على خط موازٍ، سعت اسرائيل الى احتواء الأزمة مع اميركا بالاعتذار عن توقيت إعلان القرار وتأكيد عدم تعمدها إحراج بايدن. وتحركت الإدارة الأميركية أمس لاحتواء الموقف وإنقاذ المفاوضات غير المباشرة التي لم تبدأ بعد، اذ أعلن بايدن في مؤتمر صحافي مع عباس في ختام محادثاتهما في رام الله امس، ان «قرار الحكومة الاسرائيلية المضي قدماً في التخطيط لوحدات سكنية في القدسالشرقية، يقوّض هذه الثقة التي نحتاجها الآن من اجل بدء... مفاوضات مثمرة». وكان بايدن وزوجته جيل تأخرا مساء اول من امس 90 دقيقة عن مأدبة عشاء اقامها على شرفهما رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو وزوجته سارة، فيما ندد بايدن خلال المأدبة بالقرار الاسرائيلي، معتبرا ان «فحواه وتوقيته، خصوصاً بالتزامن مع اطلاق المفاوضات غير المباشرة، هما تحديدا من نوع الخطوات التي تنسف الثقة التي نحتاج اليها تحديدا الآن». وكتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان بايدن ومرافقيه «صُعقوا» من الاعلان الاسرائيلي، و«ترددوا حتى اللحظة الاخيرة» في شأن حضور المأدبة، مضيفة ان «ناطقين اميركيين اعتبروا التوقيت محرجاً لبايدن... اما في الولاياتالمتحدة فاعتبروه خدعة اسرائيلية مقصودة». في السياق نفسه، كشفت مصادر فلسطينية ان المبعوث الاميركي جورج ميتشل تدخل لانقاذ المفاوضات، واكد للرئيس عباس هاتفياً ان الادارة الاميركية ستصدر بيانات ادانة للقرار الاسرائيلي، وان بايدن سيتدخل لدى الاسرائيليين لوقف قرارهم، مضيفة ان تدخل ميتشل حال دون ازمة كبيرة، خصوصاً ان «دولا عربية عدة كانت تريد سحب موافقتها على اجراء مفاوضات غير مباشرة». من جانبه، اتفق عباس مع بايدن على ان القرار الاسرائيلي يشكل «نسفاً للثقة وضربة قاصمة لجهد اطلاق المفاوضات»، مشدداً على ضرورة الغائه، ومعتبراً أن «استمرار الاستيطان يدمر كل فرص السلام». وكان القرار الاسرائيلي لاقى تنديداً عربياً ودولياً واسعين شمل الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي. وفيما طالبت مصر الادارة الاميركية واسرائيل بتجميد القرار الاسرائيلي الى أجل غير مسمى، دان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند القرار بوصفه «سيئاً وتوقيته خاطئ... لأنه سيقوض بالتأكيد الثقة المتبادلة اللازمة لتحقيق تقدم». وفي القاهرة، حذرت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، بعد اجتماع طارئ لها على مستوى المندوبين عقدته بطلب فلسطيني مساء أمس، من أن الإجراءات الإسرائيلية «ستجهض كل محاولات السلام، بل وتحكم بالفشل المسبق على الجهود الأميركية». واعتبرتها في مشروع قرار «رسالة سلبية بعدم جدية إسرائيل وانعدام وغياب الإرادة السياسية الحقيقية لديها لتحقيق التسوية المطلوبة وعدم جدوى الدخول في مفاوضات معها، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة». وطالبت العرب بالتحرك على نحو أكثر فاعلية لدى المجتمع الدولي «لتوضيح خطورة استمرار نهج إسرائيل في التلاعب بعملية السلام». وعلى الجانب الآخر، حاولت اسرائيل الرسمية الاعتذار عن «الاحراج» الذي تسببت به لبايدن. ونفى نتانياهو علمه باعلان خطط البناء الجديدة، وارغم وزير الداخلية ايلي يشاي على اصدار بيان يقول فيه ان لا علاقة بين توقيت صدور البيان الاستيطاني وزيارة بايدن. وقال وزير الرفاه اسحق هرستوغ ان «هذا احراج حقيقي، والآن يتعين علينا تقديم اعتذارنا عن هذا الخطأ». واكد مسؤول بارز «توجيه رسائل الى بايدن والاميركيين انه لم يكن هناك قصد لاحراجه»، فيما انتقد وزير الدفاع ايهود باراك قرار الحكومة بوصفه «غير ضروري ويعرقل المفاوضات».