أعلنت النمسا عن خطط لبناء سياج على حدودها مع سلوفينيا، في ما يعتبر سابقة داخل منطقة «شنغن»، للسيطرة على تدفق المهاجرين واللاجئين الذي تزداد كثافته على أبواب الدول الأوروبية. ولم تعط وزيرة داخلية النمسا يوهانا ميكل ليتنر، تفاصيل حول الشكل الذي سيأخذه السياج، الذي سيكون الأول من نوعة بين البلدين ضمن فضاء «شينغن»، لكنها دافعت عن مشروع بناء جدار لمواجهة تدفق المهاجرين. وقالت الوزيرة إن «هدف هذه الخطوة هو ضمان دخول منسق ومضبوط إلى بلدنا وليس إغلاق الحدود بين البلدين الرئيسين لعبور المهاجرين واللاجئين إلى شمال أوروبا». وأضافت رداً على الانتقادات ضد هذه الإجراءات تجاه المهاجرين: «ستكون هناك بوابة في السياج»، وذلك بعد يومين من قمة أوروبية مصغرة دعت فيها الدول إلى تجنب اتخاذ قرارات أحادية الجانب في تعاطيها مع هذه الأزمة. وذكر رئيس وزراء سلوفينيا ميلو سيرار، أن «بلاده سبق أن أعدت سيناريو مشابهاً منذ وقت طويل، وأن الحكومة مستعدة لبناء سياج على حدودها مع كرواتيا في أقرب وقت تراه ضرورياً». وحذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، أمس (الثلثاء)، من أن «أزمة الهجرة يمكن أن تتسبب بزلزال في المشهد السياسي الأوروبي، وأن تهدد مبدأ حرية التنقل». ولا يبدو أن التنسيق أفضل حالاً، خلال المرحلة الثانية من الطريق بين النمسا وإلمانيا، إذ هاجم رئيس مقاطعة بافاريا الألمانية هورست سيهوفر، السلطات النمسوية متهماً إياها بإرسال آلاف المهاجرين إلى مقاطعة بافاريا، من دون إعلام سلطات هذه المنطقة مسبقاً بالأمر. وندد وزير داخلية ألمانيا توماس دو ميزيير، ب «السلوك غير الصحيح» لفيينا، معتبراً بأن «عليها تغييره فوراً». واعتبرت برلين أن «بناء الأسيجة والجدران ليس حلاً». ورفضت الشرطة النمساوية الاتهامات، وقالت إنها تفعل أقصى ما في وسعها، مشيرة إلى أن بافاريا هي التي لا تسمح إلا بعبور 50 شخصاً في الساعة، فيما يتعين السماح بمرور 200 شخص حداً أدنى.