ارتفعت أسعار النفط أمس دولارين بعد بيانات رسمية أظهرت ارتفاع مخزون النفط الخام وتراجع مخزون المشتقات في الولاياتالمتحدة. وارتفع «برنت» تسليم كانون الأول (ديسمبر) دولارين ليبلغ 48.8 دولار للبرميل، وكان انخفض إلى أدنى مستوى منذ منتصف أيلول (سبتمبر) أول من أمس وأنهى سلسلة من الارتفاعات وصلت بسعر الخام إلى 54 دولاراً هذا الشهر. وارتفع سعر الخام الأميركي تسليم كانون الأول دولارين أيضاً إلى 45.20 دولار للبرميل. وكان العقد لامس مستوى 42.58 في أقل مستوى منذ أواخر آب (أغسطس). إلى ذلك، أفاد مصدر في قطاع النفط بأن صادرات إيران من النفط الخام والمكثفات هبطت خلال الشهر الجاري إلى أدنى مستوياتها في سبعة أشهر بسبب عمليات إصلاح المصافي وتراجع الطلب قبيل فصل الشتاء. وأشار إلى أن عمليات تحميل المكثفات ما زالت مرتفعة، إذ سجلت أعلى مستوى منذ مطلع السنة، بسبب الأسعار الإيرانية المغرية مقارنة بالمنتجين الآخرين. وأضاف المصدر الذي يراقب برنامج الشحن الخاص بالمنتجين أن إيران صدّرت هذا الشهر 1.07 مليون برميل يومياً من الخام والمكثفات بانخفاض 13 في المئة من الأرقام المعدلة لأيلول (سبتمبر) عند أدنى مستوى منذ آذار (مارس)، عندما امتنعت الهند واليابان عن شراء النفط من إيران بسبب العقوبات الدولية. ورجحت مصادر في القطاع أن تنتعش واردات الصين من جديد في الأشهر المقبلة. وبلغت صادرات إيران من المكثفات هذا الشهر 240 ألف برميل يومياً وهو ثاني أعلى مستوى هذه السنة لكنه أقل بنسبة عشرة في المئة من أيلول، إذ سجل أعلى مستوى. وعزت مصادر في القطاع جزءاً من السبب في ارتفاع صادرات إيران من المكثفات لشركة «يونيبك»، الذراع التجارية لشركة «سينوبك» الصينية، التي استأنفت مشترياتها بعد توقف. ورأى مصدر لدى أحد مشتري المكثفات في شمال آسيا ان «المكثفات الإيرانية رخيصة جداً ونحن نراقب هذا عن كثب». وهبطت واردات النفط والمكثفات الإيرانية في الشهر الجاري إلى زبائنها الرئيسيين الصينوالهند واليابان وكوريا الجنوبية للشهر الثالث على التوالي إلى نحو 850 ألف برميل يومياً بانخفاض 12 في المئة عن أيلول. وتُظهر بيانات الشحن أن المشتريات تقل كثيراً عن مستوى المليون برميل يومياً تقريباً التي كانت الدول الأربع تحصل عليها في ظل العقوبات. وستحصل الصين على نحو 400 ألف برميل من الخام والمكثفات يومياً هذا الشهر وهو أقل مستوى في سنة. وخفضت الهند وارداتها في تشرين الأول بنسبة 20 في المئة عن الشهر الماضي إلى 170 ألف برميل يومياً، في حين تحصل كوريا الجنوبية على نحو 120 ألفاً بانخفاض 13 في المئة واليابان على 155 ألفاً. من جهة أخرى، حل العراق محل السعودية كأكبر مصدّر للنفط الخام إلى الهند في أيلول للمرة الثالثة هذا العام، وفقاً لبيانات شحن حصلت عليها وكالة «رويترز». وأظهرت البيانات أن الهند استوردت 640.3 ألف برميل يومياً من السعودية الشهر الماضي بانخفاض نحو 30 في المئة عن آب، لكن الرقم يظل مرتفعاً 12.8 في المئة عن العام السابق. وقال كبير المحللين لدى «كيه بي سي إنرجي إيكينومكس» للاستشارات ومقرها لندن، إحسان الحق: «تبيع السعودية النفط بالسعر الرسمي بموجب اتفاقات محددة المدة، بينما يباع النفط العراقي في السوق الحاضرة. وفي سوق تشهد وفرة هائلة في المعروض، نرى عادة أن البراميل العراقية تباع بخصم عن السعر الرسمي». واشترت الهند نحو 20 في المئة من وارداتها من العراق في أيلول، في حين نزلت حصة السعودية إلى 17 في المئة من نحو 22 في المئة في آب. وأضاف إحسان الحق: «عندما تعود ايران إلى السوق، ستكون معركة حامية بين إيرانوالعراق والسعودية». وفي إيطاليا، أعلنت شركة «سايبم» المتخصصة في خدمات النفط أمس أنها ستدعو المستثمرين للمشاركة في زيادة جديدة في رأسمالها تصل إلى 3.5 بليون يورو (3.86 بليون دولار) لمساعدة الشركة على الصمود في مواجهة الكساد في قطاع الخدمات النفطية ووضع مسار للتعافي، في حين تتراجع «إيني» التي تملك 43 في المئة من الأسهم. ووفقاً ل «سايبم» فإن إصدار الحقوق، الذي يُعد جزءاً من خطتها للتعافي، سيكتمل في الربع الأول من العام المقبل. في الوقت ذاته أعلنت «إيني» أنها اتفقت على بيع حصة تبلغ نحو 12.5 في المئة في «سايبم» إلى صندوق الاستثمار الاستراتيجي الإيطالي «إف إس آي» الخاضع لسيطرة الدولة، في إجراء سيسمح لها بإخراج ديون «سايبم» من موازنتها.