أعلن الكرملين أمس إن موسكو لم تقدم «ضمانات» بأي تغيير في القيادة السورية وأن الرئيس بشار الأسد لن يترشح لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأبدت حكومة دمشق تشدداً في موقفها الخاص بأن أولوية «القضاء على الإرهاب» تسبق أي حل سياسي للأزمة، في موقف فُسّر بأنه يأتي للرد على تسريبات روسية بأن الأسد قد يكون مستعداً لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مسبقة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الرئيس باراك أوباما أتصل بخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وبحثا في العلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة إضافة إلى مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي واشنطن توقع الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية دعوة ايران للمشاركة في اجتماع فيينا الجمعة. وأشار الى أن الهدف النهائي للحوار هو التوصل لإطار للانتقال السياسي في سورية. (للمزيد) وبالتزامن مع ذلك، شن تنظيم «داعش» هجوماً على بلدة السفيرة الإستراتيجية جنوب شرقي حلب، مهدداً شريان الإمداد الرئيسي لقوات النظام في المنطقة، في وقت أثار إعلان وزارة الدفاع الروسية مقتل أحد جنودها «انتحاراً» في قاعدة حميميم في اللاذقية تشكيكاً واسعاً من عائلة الجندي القتيل ورفاقه الذين نُقل عنهم قولهم إنه سقط في عمليات ميدانية، ليكون بذلك أول قتيل «رسمي» في صفوف مئات الجنود المشاركين في الحملة في سورية. وأصدرت الرئاسة السورية أمس بياناً قالت فيه إنها توضح تقارير عن أن الأسد أبلغ وفداً روسياً يوم الأحد باستعداده لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. وجاء في البيان الرئاسي إن «أي حل سياسي يحفظ سيادة الدولة ووحدة أراضيها ويحقن دماء السوريين ويحقق مصالحهم ويقرره الشعب السوري سيكون موضع ترحيب وتبنٍ من قبل الدولة»، لكنه أضاف أن الأسد أكد مراراً «أن القضاء على الإرهاب» يجب أن يأتي قبل أي مبادرات سياسية. وصدر البيان في وقت نفى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «تسريبات صحافية» عن تقديم ضمانات روسية بعدم ترشح الأسد لولاية جديدة في حال تم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. لكن بيسكوف أشار إلى «جهود جماعية» تبذل حالياً من أجل إيجاد مخرج سياسي في سورية. وفي موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «موسكو تعمل في شكل ناشط من أجل القضاء على الخطر الإرهابي بموازاة نشاطها على مسار دعم العمليات السياسية في الشرق الأوسط وخصوصاً التسوية السياسية في سورية»، موضحاً إن بلاده لم تتم دعوتها إلى اجتماع باريس المخصص للأزمة السورية. وأُعلن مساء أمس أن لافروف ناقش مع نظيره الإيراني جواد ظريف جهود الحل السياسي في سورية. ومن المفترض أن يكون وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس استضاف ليلة أمس عشاء عمل ل «الشركاء الرئيسيين الملتزمين مع فرنسا تسوية الأزمة السورية (السعودية والإمارات والأردن وقطر وتركيا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا». وجاء الاجتماع في موازاة مشاورات دولية وخصوصاً بين الروس والأميركيين لتنظيم اجتماع موسع حول الأزمة السورية إثر اجتماع رباعي عقد الجمعة الماضي في فيينا بمشاركة السعودية وتركيا وروسيا والولايات المتحدة. وفي طهران، أوضح نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي أن الجيش السوري بدأ منذ شهور بإعادة ترتيب قواته بمساعدة إيرانية تمت «بناء علي طلب الحكومة السورية». وقال إن إيران رفعت من أعداد مستشاريها من حيث الكم والنوع، مضيفاً: «أن مستشارينا لا يستطيعون الجلوس في الغرف المغلقة وعليهم التواجد في ساحات القتال ما زاد في أعداد القتلي». وكانت إيران أعلنت الإثنين مقتل ثلاثة آخرين من مواطنيها في سورية. ميدانياً، حقق تنظيم «داعش» تقدماً في محيط بلدة السفيرة التي تعد معقلاً عسكرياً بارزاً لقوات النظام في شمال سورية، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار الى إن «داعش» تمكن من خرق «خطوط دفاع قوات النظام عن بلدة السفيرة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر عسكري سوري تأكيده «خسارة الجيش السوري بعض المناطق في محيط بلدة السفيرة إثر هجوم داعش على تل نعام ومحيطه في ريف حلب الجنوبي الشرقي». وأوضح ان «المسلحين استغلوا سوء أحوال الطقس وقلة عدد الطلعات الجوية ليتقدموا». في نيويورك، حذرت الأممالمتحدة من أن ارتفاع حدة المعارك يهدد 700 ألف شخص في غرب مدينة حلب. وقال وكيل الأممالمتحدة لعمليات الإغاثة الإنسانية ستيفن أوبراين أمام مجلس الأمن إن القصف الجوي والهجمات البرية الشهر الجاري أدت الى تهجير 45 ألفاً من القسم الشمالي لمدينة حلب الى مناطق في جنوبها وغربها «بعد هجوم للقوات الحكومية» الأسبوع الماضي.