يلعب موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» دوراً رئيسياً في حشد الشبان الفلسطينيين في انتفاضتهم الجديدة، المعروفة إعلامياً ب «انتفاضة السكاكين». وبعد ساعات من انتشار المشهد الذي يُظهر الطفل الفلسطيني أحمد مناصرة ينزف وسط أحد شوارع مدينة القدس، وحوله مستوطنون يشتمونه ويقولون له «مت»، على «فايسبوك»، نفذ عدد من الفلسطينيين عمليات انتقامية عدة في الأراضي المحتلة. وجند الفلسطينيون «فايسبوك» كأحد أهم مصادر الحشد والتعبئة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وكشف انتهاكاته بحق الأطفال والنساء، من خلال مقاطع الفيديو والصور التي ينشرها الناشطون على الموقع. ونجح الناشطون في تشجيع الشباب على المشاركة في المواجهات، بعد تدشين صفحات لإرشاد الفلسطينيين على الأماكن التي يتواجد فيها عناصر من القوات الإسرائيلية، والحواجز التي يقيمونها لاعتقال الشباب، إضافة إلى نشرهم معلومات عن وحدة المستعربين الإسرائيلية التي تندس بين المتظاهرين وتعتقلهم أو تطلق النار عليهم من مسافات قريبة. وتصاعدت وتيرة الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد سلسلة اقتحامات متكررة من المستوطنين للمسجد الأقصى، ما أثار غضب الفلسطينيين وأدى إلى اندلاع مواجهات مع القوات الإسرائيلية، وإلى عمليات طعن ينفذها فلسطينيون. وأدت المواجهات إلى مقتل 46 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. كما قتل 10 إسرائيليين وأصيب 201، بعد 1040 حادث إلقاء حجارة و37 حادث إطلاق نار و43 عملية طعن و430 زجاجة حارقة وعبوة ناسفة، وفق إحصائية أجراها «مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي». وقال الناشط خالد صافي إنه «مثلما يوجد حرب في الميدان وانتفاضة في الشوارع وشهداء بالعشرات، هناك انتفاضة إلكترونية موازية على مواقع التواصل الاجتماعي تعدى دورها مجرد نشر الأخبار وتداول الصور والمقاطع، إلى كشف الانتهاكات الإسرائيلية وفضح جرائم الاحتلال وتقديم مادة موثقة لمنظمات حقوق الإنسان». وأوضح صافي أن «فايسبوك ساهم في بث روح الحماسة والانتفاض في قلوب الشباب، ومثال ذلك ما حدث بعد نشر مقطع فيديو الطفل أحمد مناصرة 13 سنة الذي حاول المستوطنون قتله ووصفوه بأبشع الكلمات النابية». وتابع: «جاء اليوم التالي محملاً بأكثر من ست عمليات في أماكن متفرقة للرد. وهو ما حدث مع بيان العسيلي التي قالت «خلفي رجال سيثأرون لي»، وبمجرد انتشار كلمتها على مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت نقاط المواجهات». وعن أداء الناشطين وإدارتهم للانتفاضة، قال صافي إن «دورهم تطور في شكل ملحوظ في نقل الأحداث والأخبار وتداول القصص الإنسانية للشهداء والجرحى، وتفرغ جزء كبير منهم لكشف زيف الادعاءات الإسرائيلية وتحليل مقاطع الفيديو والصور التي ينشرها الاحتلال وإظهار لحظة زراعة السكين أو وضع الجندي للأداة الحادة بجوار الشهيد».