تصدّرت مسرحية «خيل تائهة» الأعمال الفلسطينية المشاركة في الدورة 17 من «أيام قرطاج المسرحية»، والتي استمرت لمدة أسبوع، وشاركت فيها أعمال من مختلف أنحاء العالم. وتدور أحداث المسرحية حول طفلة بدوية تدعى «تايهة»، ابتلعتها دوامات من العاصفة الرملية، وأبعدتها من أهلها الأصليين، ثم أخذتها دوامة الحياة في رحلة واقعية، أسفرت عن حبّ وزواج أنجبت خلاله طفلة سمتها «خيل»، ففي يوم ولادتها لم تهدأ الخيل في القرية. وتنبأت عرافة القرية للبنت بأنها لن تعيش بعد الثلاثين، إذ قالت لها: «وجهك حجر وصوتك خضر، ولن تكملي الثلاثين». ورددت العرافة أن وصية والد خيل الذي قتل غُدراً، أن يرمى الحبل السري على سطح المدرسة، لأن «عمر المتعلم أطول من عمر الأمّي». والمسرحية من تأليف الكاتب السوري عدنان العودة، وإخراج وتصميم إيهاب زاهدة. ولا تخلُ المسرحية من إسقاطات على القضية الفلسطينية، مثل الموال الذي تؤديه خيل بعنوان «تايهة»، والذي يتحدث ضمناً عن الأراضي المحتلة، قبل أن تسأل الممثلة في نهايته: «متى ترجع فلسطين؟». وقال المخرج إيهاب زاهدة إن «الإعداد للمسرحية استمر لأكثر من عام»، مضيفاً أن «العمل فاز بجائزة حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي العام 2014 في الدورة السابعة من «مهرجان المسرح العربي» كانون الثاني (يناير) الماضي». وقالت الممثلة حنين طربية إنه «من الضروري أن يكون الممثل والجمهور حاضرين بدنياً ونفسياً طوال الوقت، ليستطيع المشاهد تركيب القصة ويراها في تسلسل زمني بالترتيب»، وأضافت: «دوري هو تحد لكل ممثلة، وبخاصة قصة الأجيال وانتقالي من طفلة إلى صبية إلى امرأة كبيرة، وذلك من ناحية الجسد والصوت، لكنه يبقى دوراً ممتعاً».