لم تلتزم إسرائيل بتشغيل «الممر الآمن» الذي يعتبر همزة الوصل بين غزةوالضفة الغربية، إذ أقفلته أكثر من مرة منذ افتتاحه رسمياً عام 1999. والممر هو أحد البنود الأساسية في مذكرة التفاهم (المادة التاسعة) التي نص عليها «اتفاق أوسلو» للسلام الذي وقعته إسرائيل مع الفلسطنيين ممثلين ب«منظمة التحرير الفلسطينية» عام 1993، ويلزم إسرائيل السماح بتشغيل الممر. ونص الاتفاق بين إسرائيل وفلسطين على تشغيل الممر بين غزةوالضفة الغربية، والذي يبلغ طوله 44 كيلومتراً، ليسهل الحركة للأشخاص والإتصال بين المنطقتين، عبر حاجزين إسرائليين هما «ترقوميا» على مشارف مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية، و«ايرنز» على مدخل بيت حانون شمال قطاع غزة،. لكن الممر أغلق مرات عدة، ولم يعاد فتحه منذ حصار غزة عام 2007. ويذكر أن هناك محاولات بدأت أخيراً لإعادة تشغيله بعد حرب غزة الأخيرة. وفي العام الماضي، تم الاتفاق على إعادة تشغيل الممر الآمن وفتح المعابر بعد الحرب، إذ قال رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية رامي الحمد الله، في زيارته الأولى إلى القطاع في تشرين الأول (اكتوبر) 2014، إن حكومته ستباشر في بناء ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ورفع الحصار وفتح المعابر كافة، وإعادة تشغيل «الممر الآمن» بين غزةوالضفة الغربية. وفي حزيران (يونيو) الماضي، أطلق ناشطون وصحافيون فلسطينيون حملة تحت عنوان "بدنا نشوف الضفة" و"بدنا نشوف غزة" عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ليكشفوا عن معاناة فلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة من التنقل بين المدن الفلسطينية. وأتت الفعالية في سياق حملة انطلقت من قطاع غزة، للمطالبة بتسهيل حرية الحركة وفتح «الممر الآمن» بين القطاع والضفة. وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية نشرت في تشرين الثاني (أكتوبر) العام الماضي، أن «السلطات الإسرائيلية تسعى إلى تقديم تسهيلات للفلسطينيين في قطاع غزة، لضمان تحقيق الهدوء الميداني، منها تشغيل الممر الآمن بين غزة والضفة». ولم يكن الممر مفتوحاً أمام الجميع، إذ أنه يخضع للسيادة الإسرائيلية الكاملة، وتصدر إسرائيل بطاقات خاصة تمنحها لفئات ضئيلة من الفلسطينيين لإجتياز الممر، مدة سريانها عام واحد. وأغلقت إسرائيل الممر بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، ووعدت بفتحه خلال استئناف جولات جديدة من المفاوضات مع السلطة، لكنها واصلت إغلاقه وفرضت حصاراً برياً وبحرياً على غزة منذ فوز «حماس» في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، وشددت حصارها عليه عقب سيطرة الحركة على القطاع في 2007.