كابول، طهران - أ ف ب، رويترز - طالب وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في اليوم الثاني لزيارته أفغانستان، قوات بلاده المنتشرين جنوب البلاد بالاستعداد لمواجهة مهمات «في مقدم المعركة» ضد حركة «طالبان»، وذلك غداة إعلان قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال تحضيرات لمهاجمة قندهار الصيف المقبل. وقال غيتس، في قاعدة عمليات «فرونتيناك» الأمامية للجبهة تبعد 50 كيلومتراً شمال مدينة قندهار: «مررتم كلكم برحلة شاقة للغاية وفي منطقة سيطرت عليها طالبان بالكامل. ستكون قندهار منطقة مهمة مجدداًً وستكونون مرة أخرى رأس الحربة»، معتبراً أن الحلف الأطلسي (ناتو) سيملك الإمكانات العسكرية اللازمة بحلول مطلع الصيف حين ينتشر أكثر من 30 ألف جندي أميركي إضافي في أفغانستان. وأعلن نائب قائد القوات الأجنبية الجنرال ديفيد رودريغيز أن الكتيبة المنتشرة في المنطقة، والتي سجلت خسائر كبيرة في تموز (يوليو) الماضي اثر مقتل 21 جندياً، ستعمل على ضمان أمن الطرق المؤدية الى قندهار. وقال: «من أجل تغيير الوضع في قندهار، يجب تغيير الوضع في محيطها». وكان قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال أعلن أخيراً أن عملية قندهار ستكون تدريجية من دون هجوم منفرد كبير بخلاف ما حصل في منطقة مرجه بولاية هلمند (جنوب) الشهر الماضي. وتعتبر قندهار، ثالث مدينة في البلاد والمعقل التاريخي ل «طالبان»، منطقة حاسمة من أجل السيطرة على البلاد. ويتعرض فيها السكان لمضايقات تنفذها حركة «طالبان» وتبقى من دون عقاب غالباً. كما ينتشر فيها الفساد الذي ينسف الجهود التي تبذل من أجل كسب الدعم الشعبي. ويتهم عدد من الأفغان والغرب حاكم الولاية أحمد والي كارزاي، شقيق الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، بالضلوع في أعمال تهريب تشمل المخدرات. وصرح المقدم جوناثان نيومان، قائد وحدة مركبات «سترايكر» في قاعدة «فرونتيناك» بأن قواته بدأت فعلياً إعداد المنطقة للهجوم المقبل، وانها تعمل لإبقاء الطرق مفتوحة أمام التجارة من المدينة وإليها. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الرئيس محمود أحمدي نجاد سيزور أفغانستان اليوم لعقد لقاء مع نظيره كارزاي سيكون الأول منذ إعادة انتخاب الرئيسين العام الماضي. وكانت الزيارة مقررة أول من أمس، لبحث «حلول لمشاكل أفغانستان وسبل تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين»، لكنها ألغيت اثر وصول وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس المفاجئ الى العاصمة الأفغانية. وتطالب طهران بانسحاب القوات الأجنبية المنتشرة على أراضي أفغانستان المجاورة، معتبرة أنها تؤدي الى تزايد الاضطرابات في المنطقة.