حذرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من تغيرات مناخية هذا الخريف، عزتها إلى ظاهرة «النينو». وقالت: إن الشهر المقبل سيشهد هطول أمطار غزيرة، وإن هذه الظاهرة أدت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 إلى سيول مدمرة في جدة ومكة المكرمة. بيد أن فلكياً بارزاً اعتبر توقعات «الأرصاد» غير دقيقة. وقال الدكتور خالد الزعاق ل«الحياة»: «إن «النينو» هو ارتفاع درجة حرارة بطون المحيطات، ولا يكون تأثيره إلا على المناطق الواقعة على سواحل المحيطات والمناطق المتاخمة لها». وفي كل حال، أدى سوء الأحوال الجوية أمس إلى تعليق الدراسة في الجوف والقريات، فيما أعلنت مديرية الدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة أمس التأهب لمواجهة تقلبات مناخية يتوقع أن تستمر حتى الخميس المقبل. (للمزيد) وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد أن يشهد الخريف تغيرات مناخية، بسبب الزيادة في ظاهرة «النينو»، التي من المتوقع أن تصل إلى أقصى ارتفاع لها خلال نوفمبر المقبل. وتوقعت أن تشهد مناطق السعودية «أمطاراً غزيرة الشهر المقبل، وأن ترتفع فيه معدلات ظاهرة «النينو»، ولكن لفترات محدودة». وأوضحت أن «معدلات الأمطار ستكون أعلى من الطبيعية مع بداية الخريف في المناطق الشمالية، وأدنى من معدلاتها في المناطق الغربية، ومرتفعة في مناطق الشرقية، إلا أن معدلها الأعلى سيكون في نهاية الفصل، على جميع مناطق السعودية من دون استثناء». وأشار تقرير للرئاسة العامة للأرصاد إلى أن معدلات الأمطار ستراوح هذا العام بين 100 و200 ملم. وأكد أستاذ التغير المناخي رئيس قسم الأرصاد في جامعة الملك عبدالعزيز منصور المزروعي ل«الحياة» أن ظاهرة «النينو» تحدث نتيجة لارتفاع درجات حرارة المحيط الهادي، وأنها بلغت هذه المرة درجة عالية، إذ وصلت في الوقت الراهن إلى ما يزيد على درجتين مئويتين، مع توقعات بارتفاعها أكثر من ذلك. غير أن عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور الزعاق أوضح أن ما يشاع عن تأثيرات ظاهرة «النينو» على العالم العربي «غير دقيق». ولفت إلى أنه «لا يمكن البناء على الظواهر الثانوية التي يخلفها، ولا يكون تأثيره إلا على المناطق المتاخمة للمحيطات». وأضاف: «السعودية لا تطل على محيطات، ولا تحيط بنا بحار، وإنما هي ممرات ضيقة جداً من الخليج العربي إلى البحر الأحمر، وهذه الممرات الضيقة تحيط بأرض صحراوية واسعة». وأكد تأخر الفصول، والتوقعات تشير حالياً إلى أن الأمور طبيعية جداً. وأما حال عدم الاستقرار التي تشهدها الأجواء هذه الفترة، فاعتبرها طبيعية «نتيجة معايشتنا فصل الخريف الذي يُعد فترة انتقالية، والشتاء عادة لا يدخل بشكل مفاجئ وإنما بشكل متذبذب».