حضت إيران الصين وروسيا أمس، على مواجهة الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لفرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي، فيما جددت بكينوموسكو تمسكهما بالخيار الديبلوماسي لتسوية هذا الملف. في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن البحرية الإيرانية أجرت اختباراً «ناجحاً» في الخليج لصاروخ بحر - بحر مضاد للسفن من طراز «نور»، مشيرة الى انه «دمّر» هدفه. وأُطلق الصاروخ من المدمرة «جمران» التي دشنتها إيران في شباط (فبراير) الماضي. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست ان «الصين بلد كبير يتمتع بالقوة الكافية التي تمكّنه من تنفيذ قراراته في صورة مستقلة، من دون ضغوط من أميركا»، مضيفاً: «نتوقع بالتأكيد من بلد كبير مماثل، أن ينتهج سياساته الخارجية في صورة مستقلة وأن يحافظ على مصالحه الوطنية». ونصح مهمان برست روسيا من دون الإشارة إليها بالاسم، بأن «تواجه المبادرات غير الشرعية وغير المنطقية للقوى الطامعة التي تتصور ان في إمكانها فرض املاءاتها على الآخرين». في غضون ذلك، شدد الناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ على «ضرورة تسوية الملف النووي الإيراني سلماً، من خلال الحوار والتفاوض والسبل الديبلوماسية». وقال: «لا يزال الحوار والتفاوض أفضل خيارين، ولا يمكن التخلي عنهما في سهولة». وفي موسكو، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن «قناعة تامة في إمكان إيجاد حلول ديبلوماسية لكل المشاكل المتعلقة بالملف النووي الإيراني». وأعلن أن الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني لم تعدّ مشروع قرار لفرض عقوبات على طهران، موضحاً أنها تناقش الأفكار التي ترتبط بهذا الملف. لكنه لم يستبعد إمكان بحث الملف الإيراني في مجلس الأمن، إذا لم ترد طهران على اقتراحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية «في صورة بناءة». وفي نيويورك، اعتبر سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ان الوقت حان كي يفرض مجلس الامن «عقوبات قاسية جداً» على ايران. وقال بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان «الإيرانيين لن يتخلوا أبداً عن حلمهم بأن يصبحوا قوة نووية عظمى، وطلبت إدراج قادة الحرس الثوري ال300 الذين يسيطرون على إيران الآن، على اللائحة السوداء» للعقوبات. في الوقت ذاته، قال داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ان ثمة مهلة من 4 إلى 8 أسابيع لاختبار خيار الحوار مع إيران التي اعتبرها «دولة كبيرة وهشة تستخدم الحرب النفسية ومبدأ فرّق تسد». سجال إيراني مع بترايوس الى ذلك، هاجمت طهران قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس الذي اعتبر ان النظام الإيراني تحوّل من «سلطة دينية الى سلطة بلطجية». وقال رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني ان «هذا القائد البائس أهان الحكومة الإيرانية، من خلال إشارته الى الأحداث التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ووصف الحكومة الإيرانية بأنها حكومة أوباش». وأضاف خلال جلسة للبرلمان ان «استخدام مثل هذه الكلمات المهينة من جانب الأميركيين، يعكس مدى استيائهم من كراهية شعوب المنطقة للولايات المتحدة، ولن يساعدها في تسوية مشاكلها». واتهم «حكومة السفاحين وقتلة الإنسان الأميركية، بقتل آلاف العراقيين والأفغان والفلسطينيين، وارتكاب أسوأ الفظائع في معتقلات ابو غريب وغوانتانامو». واعتبر مهمان برست تصريحات بترايوس «مهينة ووقحة، ولغة يستخدمها أوباش». وقال: «نشعر بأن المسؤولين في الولاياتالمتحدة غاضبون. لا نعرف سبب غضبهم، ربما بسبب هزيمتهم في الحرب الناعمة (ضد إيران) او لأن دورهم في الاستخبارات انكشف في قضية ريغي»، في إشارة الى زعيم جماعة «جند الله» عبد الملك ريغي الذي اعتقلته السلطات الإيرانية.