«يا بخت من مات في بيت الله» كلمة ردّ بها علي آل مرضمة (80 عاماً) على ابنه سعد، الذي وصف الأوضاع الأمنية في المساجد ب«غير المستقرة». مساء أمس، توضأ للصلاة، وخرج إلى المسجد، وغادر إلى جوار ربه، بأمنية تمناها قبل خمسة أيام. لم تكن «القيادة» صفة ألبست لعلي أحمد آل مرضمة عبثاً، فكبير جماعته وقبيلته آثر أن يفدي أهله وجيرانه بنفسه، وذلك بعد أن اعترض انتحارياً تزنر بحزام ناسف، لقتل المصلين في مسجد دخلوه آمنين لأداء صلاة المغرب. فكان الانتحاري سبباً لنيل آل مرضمة النهاية التي تمناها. إلا أن روح الأب حلت في الابن، فحين قدمت له «الحياة» التعازي بعد ساعتين من الحادثة، رفض سعد تقديم التعازي على المباركة. وتحدث عن والده الذي ضحى بنفسه ليحمي من في المسجد، لافتاً إلى أنه «لا يحب الصوت المرتفع، وواثق دائماً من خطواته وتحركاته، وحكيم في أقواله وأفعاله، وكان يردد دائماً على مسامع أبنائه: «يا ولدي لا يأخذ الرقبة إلا اللي حطها». وأضاف سعد: «لحظة الموت مكتوبة ومرفوعة، ولكننا نحمد الله أنه مات هذه الميتة النقية، ففي حياته عشنا مرفوعي الرأس، وفي مماته ارتفعت رؤوسنا أعلى وأعلى».