واصل أمس مسلحو «المقاومة الشعبية» ووحدات الجيش الموالي للشرعية تضييق الخناق على مسلحي الحوثيين والقوات الموالية لهم في محيط القصر الجمهوري في مدينة تعز ومعسكر قوات الأمن الخاصة، وذلك بالتزامن مع غارات كثيفة شنها طيران التحالف واستهدفت مواقع الجماعة ودمرت مخازن أسلحة وآليات ثقيلة. وأكدت مصادر المقاومة أنها اقتربت من تحرير مدينة المخا ومينائها غربي تعز وسيطرة الشرعية عليها، بالتزامن مع قصف جوي وبحري شنته قوات التحالف على الحوثيين وتعزيزاتهم المتجهة إلى المدينة. ونشر الجيش اليمني بياناً دعا فيه المواطنين الى تجنب استخدام الطريق الذي يربط محافظتي تعز والحديدة بعد سيطرة قواته على مواقع الحوثيين في جبهتي المخا ووادي الضباب، وحذر من استخدام الحوثيين العابرين على هذه الطريق «دروعاً بشرية». وكثفت ميليشيات الحوثي المدعومة من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح قصفها العشوائي على الأحياء السكنية بمحافظة تعز. وأكدت مصادر طبية ل «الحياة» سقوط 5 شهداء وجرح 48 من رجال المقاومة، وسقوط شهيدين وجرح 9 من المدنيين جراء القصف الذي انطلق من جبل أومان بالحوبان والحرير (شرقي تعز). وتراجعت عناصر الميليشيا باتجاه الربيعي خارج المدينة، بعد مقتل 21 وجرح 31 وأسر 5 من مقاتليها في عملية «الثأر للطفل فريد». وقصف طيران التحالف مواقع الحوثيين في منطقة الحرية (شرق تعز) بثلاث غارات استهدفت عمارة الصبري، وعمارة عبدالعزيز الحرير اللتين كانتا مخازن أسلحة ومكاناً لتجمع الميليشيا، فيما استهدفت الضربات الأخرى تبة الكسار جوار منزل المعزة، حيث تم تدمير دبابة وعتاد عسكري للميليشيا. وذكر مصدر في المقاومة ل «الحياة»، أن عناصرها شنوا هجوماً مباغتاً على القصر الجمهوري في تعز ومعسكر القوات الخاصة، وتقدمت المقاومة إلى داخل سور القصر الجمهوري، ثم تراجعت إلى محيطه. كما دخلت معسكر القوات الخاصة من الجهة الغربية ولا تزال تحاصره. وأضافت المصادر أن الحوثيين قصفوا بشكل عنيف بالقذائف والصواريخ أحياء تعز المزدحمة بالسكان ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، واستهدف القصف الحوثي مناطق «باب موسى» قرب السوق المركزي وشارع «جمال» المكتظ بالمارة. إلى ذلك، قصفت طائرات التحالف العربي أمس أهدافاً في محافظة صعدة (شمال اليمن)، تشمل معسكراً تابعاً للمسلحين الحوثيين وعناصر الحرس الجمهوري في موقع يُستخدم لتدريب المقاتلين. وأشارت مصادر إلى أن الحوثيين قاموا بإغراء مقاتلين جدد للقتال في صفوفهم قرب الحدود السعودية. واستهدفت طائرات التحالف شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر في صعدة كانت في طريقها إلى الحدود السعودية. وطاول القصف عدداً من الأهداف العسكرية ومخازن السلاح في حيدان وساقين. وشوهدت مروحيات «الأباتشي» أمس تمشط الحدود السعودية، بعد طرد عدد من المسلحين حاولوا الاعتداء على الحدود أول من أمس. إلى ذلك طاولت الغارات مواقع للمسلحين في صنعاء ومحيطها وامتدت إلى محافظات البيضاء والجوفومأرب وصعدة وحجة. وطاولت ضربات التحالف معسكرات «السواد وضبوة وريمة حميد» ومواقع للجماعة في مديرية سنحان جنوبصنعاء، كما استهدفت المجمع الحكومي في منطقة شملان ومواقع في حي السنينة ومنزلاً لتاجر سلاح شهير حليف للجماعة غرب العاصمة، كما امتد القصف إلى مواقع الجماعة في مديرية «خب والشعف» في محافظة الجوف، واستهدف تجمعات مسلحيها في أنحاء متفرقة من محافظتي حجة وصعدة الحدوديتين. في غضون ذلك أقدم انتحاري على تفجير نفسه في حاجز أمني لمسلحي المقاومة في حي المنصورة شمال مدينة عدن، وأفادت مصادر أمنية وطبية بأن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في الهجوم الذي يعتقد أنه من تدبير الجماعات المتشددة التي تصاعد نشاطها أخيراً في مدن الجنوب مستغلة الفراغ الأمني الذي أعقب اندحار الحوثيين وقواتهم من عدن. وفي محافظة مأرب (شرق صنعاء) أكدت مصادر قبلية استمرار المواجهات والقصف المتبادل بين الحوثيين والقوات الحكومية في مناطق «مخدرة» و «الجدعان» و «ماس» وصرواح وسط غارات لطيران التحالف على مواقع الجماعة. ويقول مسؤولون في الحكومة اليمنية إن العمليات العسكرية لقواتهم المدعومة من التحالف تهدف إلى طرد الحوثيين من محافظة الجوف المجاورة لمأرب قبل الزحف نحو صنعاء لتحريرها انطلاقاً من مديرية صرواح.