انتُخب الممثل الكوميدي السابق جيمي موراليس، رئيساً لغواتيمالا بعد تحقيقه فوزاً ساحقاً في الانتخابات التي نُظمت الأحد، مستفيداً من غضب عام بسبب فضيحة فساد أطاحت الرئيس السابق أوتو بيريز، وعمّقت انعدام الثقة بالمؤسسة السياسية. وبعد فرز 70 في المئة من الأصوات، نال موراليس 72.4 في المئة من الأصوات، متقدماً على السيدة الأولى سابقاً ساندرا توريس (27.6 في المئة) التي أقرّت بهزيمتها. وخاطب موراليس مواطنيه قائلاً: «بهذا التصويت جعلتموني رئيساً، نلت تفويضاً من شعب غواتيمالا، يجب أن يكون في خدمة مكافحة الفساد الذي نخرنا ويستنزفنا جميعاً». وشكّل موراليس (46 سنة) الذي كان جسّد دور راعي بقر ساذج كاد يصبح رئيساً، مفاجأة الدورة الأولى من الانتخابات في أيلول (سبتمبر) الماضي، مستفيداً من مناخ غضب شعبي عارم من فساد الطبقة السياسية التقليدية في البلاد. وتواصل موراليس مع الناخبين، متحدثاً عن أصله المتواضع، وملقياً دعابات عن عمله الكوميدي، علماً أنه واجه انتقادات بسبب طرحه أفكاراً سياسية خيالية، مثل تعهّده توزيع هواتف ذكية على الأطفال، أو ربط المدرّسين بجهاز تحديد المواقع (جي بي أس) للتأكد من حضورهم فصول الدراسة. ولا يضمّ برنامجه الانتخابي سوى ست صفحات، ولا يعطي فكرة عن كيفية حكمه غواتيمالا، علماً أن حزبه لا يشغل سوى 11 من 158 مقعداً في الكونغرس المقبل. وقال هوغو نوفاليس، وهو محلل سياسي في معهد «أسيس» البحثي، في إشارة الى موراليس: «ليس لديه برنامج ولا فريق. لكن السخط متزايد جداً، إلى حد أن هذه القضايا لا تشكّل أولوية بالنسبة الى الناخب العادي». أنصار الرئيس المُنتخب يرون في عدم امتلاكه أدنى تجربة سياسية، ضمانة نزاهة، إذ قالت آنا فوينتس (36 سنة)، وهي بائعة متجولة: «مللنا من الوجوه ذاتها. جيمي موراليس لا يقنعني في حقيقة الأمر، ولم أصوّت. لكنه الخيار الوحيد». ورفض الناخبون منافسته توريس (60 سنة)، بوصفها جزءاً من النظام السياسي القديم. وكانت توريس تعهدت تمديد برامج الرعاية الاجتماعية التي كانت تُعد إحدى السمات المميزة لرئاسة ألفارو كولوم، عندما كانت توريس السيدة الأولى في البلاد. لكنّ منتقدين اتهموها باستخدام هذه البرامج لشراء أصوات في المناطق الريفية الفقيرة. وشهدت غواتيمالا تعبئة تاريخية ضد الفساد، بعد كشف شبكة فساد واسعة داخل الجمارك استولت على 3.8 مليون دولار بين عامَي 2014 - 2015، أطاحت الرئيس أوتو بيريز الذي سُجن.