تفقّد وزير الداخلية الفرنسية برنار كازنوف ضمن محطَّته القصيرة في بيروت أمس، مخيماً للاجئين السوريين في البقاع اللبناني ترافقه مديرة المفوضية لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار واستمع إلى معاناتهم واطلع على حاجاتهم. وأعلن أن «من 300 ألف شخص الذين سنستقبلهم سنأخذ عدداً أكبر من مخيمات لبنان لأسباب تتعلق بالمآسي الإنسانية التي شاهدناها»، لافتاً إلى «أننا سنسعى جاهدين من أجل لبنان وسنزيد جهودنا في إطار خطة إعادة إيواء النازحين التي التزمناها في الاتحاد الأوروبي». ووزار كازنوف رئيس الحكومة تمام سلام في حضور وزير الداخلية نهاد المشنوق والسفير الفرنسي ايمانويل بون والوفد الفرنسي المرافق. وتركز البحث على ملف اللاجئين والمساعدة التي يمكن أن تقدمها فرنساللبنان. وعقد كازنوف مع المشنوق محادثات شارك فيها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، محافظ بيروت زياد شبيب وأمين سرّ مجلس الأمن المركزي العميد الياس خوري. وانتقل كازنوف إلى مطار رفيق الحريري الدولي حيث عقد والمشنوق مؤتمراً صحافياً مشتركاً قال فيه المشنوق: « تباحثنا في التنسيق في المسائل الأمنية ولمسنا لدى الوزير الفرنسي تقديراً كبيراً للجهود التي تبذلها القوى الأمنية اللبنانية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام». وكان المشنوق رد بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان على الحملة التي ساقها الأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله ضد المملكة العربية السعودية، مؤكداً «ان السعودية لم تكن يوماً إلا راغبة في الخير لكل اللبنانيين وحريصة عليهم وعلى السلم الأهلي لكن ثمة لبنانيين عندهم مشاريع تتعلق بالمنطقة أكبر من لبنان، ويعتقدون انهم يستطيعون أن يخوضوا باسم اللبنانيين مواجهات أكبر من طائفتهم وأكبر من بلدهم، ولا نوافق على كل هذا الأمر بطبيعة الحال». وأكد ان المفتي دريان «كعادته يريد الحفاظ على الاعتدال والتروي في الخطاب السياسي، وعدم جر لبنان الى متاهات إقليمية نعرف أولها ولا نعرف آخرها». وفي السياق، ردّ العلامة السيد علي الأمين على قول نصرالله أن «من يترك القتال منا في سورية كمن يترك الإمام الحسين ليلة عاشوراء»، بالقول: «إن القتال على الأراضي السورية صراع على السلطة والنفوذ بين دول وأحزاب، والمظلوم الوحيد في هذه الحرب الشعب السوري. ولذا فإن خروجكم من القتال في سورية خروج واجب من فتنة عمياء، ويؤدي إلى نزع فتيل الأحقاد المذهبية والبغضاء، ويسقط حجج المستفيدين من تأجيج العداوات الطائفية في المنطقة ويفتح الطريق نحو الحلول السياسية».