كعادة معظم أقوال المرشح لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، أثارت تعليقات البليونير الشهير عن ظاهرة تغيّر المناخ جدلاً وسخرية كثر، عندما وصفها بأنها «كذبة». وجاءت تصريحات ترامب عن الموضوع، رداً على دعوة البابا فرنسيس إلى التحرك الدولي للتعامل مع أزمة تغير المناخ، الأمر الذي علّق عليه ترامب بقوله أن «نظافة الهواء مشكلة ملحّة، فنحن نريد هواء ومياهاً نظيفين، لكنني لا أصدق مسألة التغير المناخي». وكان البابا ذكر في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، خلال حفلة استقبال في واشنطن، أن «تغيّر المناخ مشكلة لا يمكن بعد الآن تركها لجيل لاحق»، موضحاً أنه «عندما يتعلّق الأمر برعاية بيتنا المشترك، فإننا نعيش لحظة حرجة من التاريخ». وأيده الرأي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في كلمة له خلال قمة «التغير المناخي وحقوق الأرض الأم»، التي عقدت في بوليفيا من 10 إلى 12 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وقال بان كي مون أن «آثار تغير المناخ واضحة في جميع أنحاء العالم»، مشيراً إلى أن «الجفاف، الحرائق، الفيضانات، الانجرافات الترابية، ذوبان الجليد، وتحوّل المحيطات إلى حمضيات، هي كلها تحذيرات تعطيها لنا أرضنا الأم، وعلينا الاستماع والتحرك». وأشار أيضاً إلى أهمية التوصل الى اتفاق عالمي خلال مؤتمر المناخ الذي سينعقد في باريس نهاية العام الحالي، مؤكداً أن «المؤتمر يجب أن يكون نقطة تحوّل للجهود الدولية من أجل حماية أرضنا الأم». وعقدت قمة «التغير المناخي وحقوق الأرض الأم» بمبادرة من الرئيس البوليفي إيفو موراليس، لمناقشة «أخطار الرأسمالية على الحياة وأثرها في تغير المناخ»، إلى جانب تسليط الضوء على القضايا الأساسية المتعلّقة بالفروق بين الدول الغنية والفقيرة، مثل حقوق السكان الأصليين، وإدراج أحكام العدالة المناخية في قمة باريس المقبلة. وحضر القمة إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة، مندوبو رؤساء 122 دولة، وقادة اتحادات وممثلو منظمات اجتماعية. وأصدر المشاركون بياناً أوردوا فيه حلولاً مقترحة للتعامل مع ظاهرة تغير المناخ وتحديات التنمية المستدامة، والأزمات البيئية والاقتصادية والسياسية الراهنة. وتألف البيان من أجزاء عدة، شملت ملخصاً للوثائق التي تبنّتها 12 ورشة عمل مرتكزة على مفاهيم مختلفة. وحوى أيضاً تقييماً لإنجازات القمة الأولى التي عقدت في 2010، إضافة إلى قائمة من الخطوات والمقترحات العملية التي سيقدمها الموقعون في محادثات المناخ المقررة في باريس، ومنها آلية يمكن تطبيقها للتعامل مع آثار تغير المناخ الحتمية، وتطوير بدائل لآليات السوق والأدوات المناخية الحالية، مثل تقنيات تعويض الكربون. وهذا هو الحدث الثاني المتعلّق بالمناخ الذي تستضيفه بوليفيا، بعد عقدها أعمال القمة الاجتماعية حول «التغير المناخي وحقوق الأرض الأم» عام 2010 في مدينة تيكيبايا بإقليم كوتشابامبا. وتتناول قمة التغير المناخي في بوليفيا، الأضرار التي تسببها الرأسمالية على كوكب الأرض. وعادة ما يتهم موراليس الدول الصناعية المتقدمة بتقصيرها في معالجة الأضرار التي تسببها غازات الاحتباس الحراري.