أفادت مصادر أمنية جزائرية، بأن الأجهزة في كل من الجزائر وواشنطن تمكنتا من «امتصاص» كميات كبيرة من السلاح الليبي، في عمليات مشتركة استهدفت عناصر مسلحة ليبية. وأبلغت المصادر «الحياة» أن الجزائر وضعت خطة للتخلص من السلاح الليبي وطلبت من الأميركيين مساعدة فنية لذلك. وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أنها شنت عمليات عسكرية واسعة انتهت إلى ضبط اكثر من 500 قطعة سلاح، من رشاشات وقذائف صاروخية وصواعق، اضافة الى كمية كبيرة من الذخائر والمتفجرات والقنابل الهجومية والتقليدية، ومادة «تي أن تي»، وذلك خلال 6 أشهر مضت. وأشارت حصيلة مفصلة لكمية الأسلحة المصادرة خلال 6 أشهر، الى أن قوات الجيش الجزائري صادرت 523 قطعة سلاح اتت غالبيتها من ليبيا. ولفت تقرير إلى أن نيسان (أبريل) الماضي، شهد أكبر عمليات مصادرة للسلاح اذ ضبطت 47 قذيفة اضافة الى 24 رشاشاً من طراز «كلاشنيكوف»، و4 رشاشات أخرى وقذيفتين صاروخيتين من طراز «أر بي جي» و9 «سي بي جي» فضلاً عن الذخيرة والقنابل اليدوية والهجومية والمتفجرات. وذكر مصدر بارز ل «الحياة» أن الجزائر تنفذ خطة «امتصاص» السلاح الليبي في عمليات «سرية» بالشراكة مع الاستخبارات الأميركية. وقال المصدر إن «مذكرة» جزائرية تحدد بالتفاصيل عدد الأسلحة المطلوبة وأماكن تواجدها، وأن الجانب الأميركي يقوم بعمليات في أجواء ليبيا باستخدام طائرات عسكرية، إحداها تستهدف مباشرة جماعات مسلحة أبرزها «المرابطون» بقيادة الجزائري مختار بلمختار (أبو العباس أو بلعور) المتواجد في الصحراء الليبية. تونس على صعيد آخر، بدأ رئيس الحكومة التونسية حبيب الصيد زيارة للجزائر تستمر يومين بدعوة من نظيره الجزائري عبد المالك سلال. وأفاد بيان لرئاسة الوزراء الجزائرية بأن سلال سيرأس مع نظيره التونسي أعمال الدورة ال 20 للجنة المختلطة الكبرى الجزائرية - التونسية. وأشار البيان إلى أن اللقاء سيتوج بالتوقيع على اتفاقات تعاون عدة وسيسمح بتقييم العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ولفت البيان إلى أنه سيتم خلال اللقاء التطرق إلى عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بتطورات الوضع في المنطقة. وتأتي زيارة الصيد إلى الجزائر، وهي الثانية له منذ توليه منصبه مطلع العام الحالي، وسط أنباء عن توتر العلاقات بين البلدين الجارين، على خلفية تصريحات نسبت إلى مسؤولين في الحكومة التونسية وصفتها أوساط جزائرية غير رسمية ب «العدائية»، إضافة إلى التقارب الأميركي - التونسي في المجال العسكري، وهو الأمر الذي تنظر إليه الجزائر على أنه لا يخدم المصالح المشتركة للبلدين. وكانت تقارير جزائرية أشارت إلى انزعاج جزائري رسمي، وصل مرحلة القلق، من الاتفاق الأمني الذي وقّعته تونس مع الولاياتالمتحدة خلال الزيارة الأخيرة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لواشنطن. يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أعلن أثناء استقباله نظيره التونسي في البيت الأبيض في 21 أيار (مايو) الماضي، عن قراره منح تونس صفة العضو الأساسي غير الحليف في حلف شمال الأطلسي (ناتو).