أعلنت منظمتا «الصحة العالمية» و«يونيسف»، أن المنطقة العربية باتت خالية من شلل الأطفال، على رغم التوتر السياسي الذي يجتاح المنطقة، والذي أدى إلى هجرة ونزوح ملايين المواطنين من كل من سورية والعراق واليمن. وأفادت المؤسستان العالميتان في مؤتمر صحافي عقد في بيروت أول من أمس، لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة شلل الاطفال، بأن هذا الإنجاز جاء بعد عودة الفيروس مرة أخرى عام 2013 إلى سورية والعراق. واستطاعت المنظمتان تكثيف الحملات في المنطقة، إذ وصلت إلى 70 حملة وتوفير 700 مليون طعم على مستوى الدول. وعلى رغم إعلان المنطقة العربية خالية من مرض شلل الأطفال، غير أن مسؤولين في المنظمتين، أكدوا أن هذا لا يعني عدم احتمال عودته مرة أخرى إلى المنطقة، حتى يختفي المرض في كل أنحاء العالم لمدة خمس سنوات. ودعوا الدول العربية إلى مواصلة تطعيم الأطفال، إلى حين صدور إعلان دولي عن اختفاء المرض من جميع دول العالم نهائياً. وعن إنجازات الجهود الدولية في القضاء على المرض، أشاروا إلى أنه بعدما كان هناك حوالى 350 ألف حالة إصابة سنوياً عام 1988 في العالم، انخفضت إلى 51 حالة السنة الماضية، إذ تمت حماية 10 ملايين طفل من الإصابة بالشلل و2 مليون طفل من الوفاة. وأكد رئيس فريق عمل وحدة شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية الدكتور نعمة سعيد عابد، أن عدد الإصابات سنة 88 كان ألف حالة يومياً على مستوى العالم وبعد 14 سنة اختفى المرض، ولكن رصدت حالات منذ سنتين فى سورية والعراق بسبب الظروف الأمنية، وكان لذلك تأثير كبير في مستوى كل الدول العربية، وبعد مرور 18 شهراً على ظهور آخر حالة فى العراق، نتيجة الصراعات وعمليات النزوح الجماعي، اختفى المرض مرة أخرى من خلال جهود منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف وتعاون الحكومات، في توفير نحو 160 مليون جرعة لتطعيم 27 مليون طفل. وبهذا تم إيقاف تفشى المرض فى الشرق الأوسط، غير أنه أكد أن احتمال ظهور المرض من جديد وارد لأنخ موجود في كل من باكستان وأفغانستان. وقال منسق برنامج تفشي مرض شلل الأطفال في المكتب الإقليمي ل «يونسيف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فضل أثير، قال أنه «من خلال محاولاتنا للقضاء على المرض ظهر أن هناك ثلاثة أنواع من شلل الأطفال، واستطعنا القضاء على النوع الثاني من الفيروس الذي انتهى تماماً منذ عام 1999. ومنذ ثلاث سنوات تم القضاء على النوع الثالث تماماً ويبقى النوع الأول فقط. ونحاول من خلال التطعيمات القضاء عليه نهائياً».