جاء ضعف الإقبال على الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة، مفاجئاً لعدد من التيارات السياسية التي توقعت عكس ذلك، ما أثار تساؤلات عن الأسباب التي أدت إلى عزوف المصريين عن المشاركة. وأرجع بعض السياسيين ذلك إلى قناعة قطاع كبير من الشعب بتعارض بين صلاحيات مجلس النواب ورئيس الجمهورية، ما ترتب عليه عدم المشاركة في العملية الانتخابية. بينما رأى آخرون أنه يعود الى انخفاض شعبية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وعدم شعور المواطن بتغير حقيقي بعد أكثر من عام على حكمه. وجاءت نسبة المشاركة المنخفضة على رغم دعوة السيسي الناخبين الى المشاركة في خطاب متلفز عشية الانتخابات، ومنح الحكومة نصف يوم إجازة لتسهيل عملية الاقتراع. وقال مرشح قائمة «في حب مصر» ومؤسس حركة «تمرد» محمود بدر، أن «عزوف المواطنين عن المشاركة يرجع الى قناعتهم بأنه سيكون هناك تعارض بين صلاحيات مجلس النواب والرئيس السيسي»، مشيراً إلى أن «العزوف يؤكد شعبية السيسي وليس العكس». ورأى عضو حملة السيسي سابقاً حازم عبدالعظيم، أن «العزوف دليل على انخفاض شعبية الرئيس، والشعب لم يعد منبهراً بمصطلحات المشاريع التي تُعلن. المواطن يريد تغييراً ملموساً في ظروفه المعيشية». يذكر أن مدير المركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة» ماجد عثمان، كشف في استطلاع بعد التصويت في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، الأسبوع الحالي، أن نسبة التصويت بلغت 30 في المئة فقط. وحازت قائمة «في حب مصر» 60 مقعداً مخصصاً للقوائم. وسيجرى انتخاب 448 نائباً وفق النظام الفردي، و120 نائباً وفق نظام القوائم، فيما سيختار الرئيس المصري 28 نائباً. وتجري الانتخابات التي تأجلت مراراً، على مرحلتين بين 17 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري والثاني من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، لشغل 596 مقعداً.