يقول خبراء التغذية والعلماء باستمرار أن من يتناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء يكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء، وتدعو وزارة الصحة إلى تقليل كمية تناول اللحوم إلى 70 غرام في اليوم. في حين قال مدير التنظير في مستشفى سانت جورج ومدير برنامج فحص «اس دابليو لندن لسرطان الأمعاء» الدكتور روجر ليستر إن «قطع اللحوم الحمراء من النظام الغذائي يودي إلى نقص الحديد في جسم الإنسان»، موضحاً «أن تناول الشوكولاتة كاملة السكر والدهون هو أكثر خطر». وأضاف ليستر الذي يشغل منصب السكرتير السابق للجمعية البريطانية لأمراض الجهاز الهضمي. «لا تشعر بالذنب عندما تأكل قطعة لحم في المرة المقبلة، لم ينشر أي دليل واضح على أن اللحوم الخالية من الدهون تسبب السرطان على رغم التحذيرات المستمرة من الجمعيات والعلماء»، مضيفاً «أرى أن الشوكولاتة أشد خطراً من اللحوم للإصابة بالسرطان». ويبدو أن المخاوف حول تناول اللحوم الحمراء بدأ في السبيعيات في دراسة أظهرت أن النباتيون هم أقل عرضة من الإصابة بسرطان الأمعاء من عامة الناس. ولكنه ليس دليل كافي لإثبات أن اللحوم الحمراء تسبب السرطان، لأنهم لا يشربون الكحول ولا يدخنون ومعظمهم يتجنب التوابل والقهوة الساخنة. وتظهر دراسة أخرى جارية تدعى »ايبك» وجود صلة بين أكل اللحوم وسرطان الأمعاء. و«ايبك» هو مشروع بحثي أوروبي كبير يقارن بين الأوروبيين الجنوبيين والشماليين ووجد صلة بين استهلاك اللحوم الحمرة المصنعة والإصابة بسرطان الأمعاء. والأوروبيين في الجنوب و الشمال لديهم نظام الغذائي وأنماط الحياة مختلفة جداً عن بعضهم. ويذكر أن زيت الزيتون، الذي هو جزء مهم من النظام الغذائي في جنوب أوروبا، يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. والأشخاص الذين يتناولون الأسماك الدهنية هم أقل عرضة للإصابة أيضاً لأنه يحتوي على مستويات عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية التي تحمي من السرطان. وبعدما حللت البيانات البريطانية لدراسة «ايبك» على نحو منفصل لم يوجد أي ارتباط بين تناول اللحوم و الاصابة بالسرطان. وينبغي لنا أن نتمسك بتوصيات الحكومة بعدم استهلاك أكثر من 500 غرام في الأسبوع من اللحوم الحمراء، بما في ذلك اللحوم المصنعة. وأوضح ليستر أن «المشكلة الكبرى هي كيفية طهي الناس للأطعمة، فينتج احتراق الطعام الانحلال الحراري الذي يسبب الطفرات في خلايا القولون. لذلك إذا كنت ستشوي اللحم، لاتحرقه». وتحتوي اللحوم المصنعة على نسبة أعلى من الملح والدهون. وقال الدكتور «ما يقلقني هو أنه مع كل القصص المرعبة حول اللحوم نحن نتجاهل عوامل خطر أخرى»، وأوضح « أرى أعداداً كبيرة من المرضى الذين يعانون من الإمساك إذ تتعرض الأمعاء للمواد الضارة في البراز، وكلما طالت معاناة المريض، زادت الأضرار الصحية». وأضاف «ما نعرفه هو أنه إذا كنت لا تأكل اللحوم الحمراء فاحتمال اصابتك بفقر الدم مرتفعة جدا». وأشار ليستر إلى أن «الإصابة بسرطان الأمعاء يزداد عندما يكبر الانسان بالعمر ففي عمر 50 أو 55 عاما، حوالى 40 في المئة من السكان يشكون من الأورام الحميدة في الأمعاء، وفقط 10 في المئة منهم تتحول إلى سرطان، ولكن إذا قمت بإزالة ورم، يمكنك إزالة الخطر». ويمكن الحد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء من خلال التحقق من الأعراض مثل نزيف المستقيم، والمشاركة في برنامج الفحص. وفي الوقت الحالي فقط 50 في المئة من الناس يخضعون لعرض الفحص، الأمر الذي يجب أن يتغير لإحكام السيطرة على هذا المرض المدمر.