أفاد ناطق رئاسي ان الرئيس بشار الأسد تلقى أمس «رسالة شفوية» من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «تتعلق بالعلاقات الثنائية المتميزة بين سورية والسعودية وآخر تطورات الأوضاع في المنطقة». وأوضح الناطق ان الأسد بحث مع مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي نقل الرسالة الشفوية، «سبل تعميق العلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين في المجالات كافة، كما تم التأكيد على أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين، الأمر الذي من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة». من جهة اخرى، جدد الرئيس الاسد تأكيد «عدم وجود طرف اسرائيلي يرغب بوجود السلام على رغم وجود وسيط تركي نزيه يعمل مع سورية لإحلال الأمن والسلام» في الشرق الاوسط. في حين جدد وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو عزم بلاده على «المضي قدماً في اطلاق عملية السلام». وأفاد ناطق رئاسي ان اللقاء بين الاسد وداوود اوغلو تضمن «بحث الأسس التي يمكن وفقها اعادة اطلاق عملية السلام». وكان الاسد استقبل داوود اوغلو في حضور معاون نائب الرئيس العماد حسن توركماني ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وأفاد ناطق رئاسي بأن اللقاء تناول «علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع سورية وتركيا والآفاق المستقبلية لهذه العلاقات في ضوء الحرص المتبادل من قيادتي البلدين على مواصلة تطويرها وتعزيزها في جميع المجالات خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين وشعوب المنطقة». وجرى ايضاً «استعراض تطورات الاوضاع في المنطقة، خصوصاً على الساحة الفلسطينية في ظل ما تتعرض له المقدسات الاسلامية والمسيحية والشعب الفلسطيني من اجراءات وانتهاكات يومية من الاحتلال الاسرائيلي، وتم تأكيد ضرورة التحرك الفوري على الصعد المختلفة لوقف هذه الانتهاكات التي تؤكد عدم جدية اسرائيل في تحقيق السلام». وأوضح الناطق ان الاسد وداوود اوغلو «اعربا عن أملهما في أن تكون الانتخابات العراقية مدخلاً لتحقيق امن واستقرار دائمين في العراق وعلاقات مميزة بين العراق ودول الجوار». وعن موضوع السلام، أكد الاسد «عدم وجود طرف اسرائيلي يرغب في تحقيق السلام على رغم وجود وسيط تركي نزيه يعمل مع سورية على احلال الامن والاستقرار في المنطقة. وفي هذا الإطار، جرى بحث الأسس التي يمكن وفقها اعادة اطلاق عملية السلام»، بحسب الناطق الرئاسي السوري الذي افاد بأن داوود اوغلو «شكر الاسد على ثقة سورية بالدور التركي في عملية السلام، مؤكداً عزم بلاده على المضي قدماً لتحقيق السلام». وكان توركماني استقبل داوود اوغلو خلال زيارته التي استمرت ساعات. وعلم ان الجانبين السوري والتركي اتفقا على عقد الجلسة الثانية للاجتماع الوزاري للمجلس الاستراتيجي المشترك الصيف المقبل في سورية، على ان يعقد المجلس برئاسة رئيسي الوزراء في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل في تركيا. وبعد محادثاته مع الاسد، أشار الوزير التركي الى ان الرئيس عبدالله غل اتصل بالاسد قبل ايام ووجه اليه دعوة لزيارة تركيا. وأضاف ان لقاءه الاسد تناول «مستجدات الأوضاع في الشرق الاوسط وعملية السلام والمحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل والتطورات الجارية على الساحة الفلسطينية، اضافة الى العلاقات السورية - الاميركية، والسورية - الاوروبية»، لافتاً الى أنه «تم تأكيد حرص البلدين على تحقيق السلام الدائم في المنطقة وحماية المقدسات الاسلامية في القدس». وعن احتمال اجراء مفاوضات غير مباشرة بين سورية واسرائيل، عبر داوود اوغلو عن «تقدير بلاده لثقة الرئيس الاسد بالوسيط التركي»، مؤكداً «العزم على الاستمرار قدماً في هذا المسار». وأشار الى ان الرئيس باراك اوباما «أعرب عن ترحيبه باستمرار هذه المحادثات بوساطة تركية». وقال ان الوساطة التركية «تتم مباشرة بين الطرفين السوري والاسرائيلي من دون تلقي أي ضغوط او أي شيء من أي طرف آخر، وان تركيا تقوم بهذه الوساطة لأنها معنية بها، وستقوم بمبادرة جديدة عندما يستعد الطرفان لذلك». وقال رداً على سؤال آخر ان تركيا مسرورة ب «تعزيز العلاقة الاخوية والتاريخية بين سورية ولبنان كما كانت في السابق». وزاد ان انقرة «تؤيد اقامة دولة فلسطينية مستقلة دائمة تؤدي الى تحقيق السلام الاقليمي الشامل. وسنستمر في تقديم الدعم لعملية السلام التي بدأت الى ان تتحقق. واظن ان سورية تشاطرنا الرؤية نفسها في دعم عملية السلام لتحقيق الامن والاستقرار». وأشار الى ان لدى بلاده اتصالات مع «حماس» وستستمر هذه الاتصالات، و «نحن مستمرون في الاتصالات مع الجانبين الى ان تتحقق المصالحة الفلسطينية التي تؤدي الى وحدة الصف الفلسطيني. المهم هو المستقبل الفلسطيني وليس الخلافات، وعلينا ان نكون يداً واحدة لدعم اخوتنا الفلسطينيين».