أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان العملية التي نفذتها قوة خاصة في قضاء الحويجة الخاضع لسيطرة «داعش»، جنوب غربي كركوك، وأسفرت عن تحرير 69 رهينة «لا تمثل تغييراً في الأساليب التي تتبعها واشنطن في محاربة التنظيم»، فيما اكد مسؤولون عراقيون أن «العملية تمت من دون استشارة الحكومة الاتحادية». وأعلن «داعش»، في بيان، فشل العملية. وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك ان «الوزير آشتون كارتر وافق على المشاركة في العملية استناداً إلى الصلاحيات التي اعطيت له، وقد ابلغ مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض قبل حدوثها». وأضاف ان «القوات الخاصة قدمت الطائرات المروحية التي استخدمت في العملية وأرسلت عدداً من الجنود لمرافقة مقاتلي البيشمركة الذين قادوا العملية وجرح عدد منهم إضافة الى الجندي الأميركي القتيل». وكان نائب الناطق باسم البيت الأبيض أريك شولتز، نفى ان يكون الرئيس باراك أوباما، وقّع طلباً لتنفيذ العملية في الحويجة، مستدركاً ان «وزارة الدفاع سمحت بها»، فيما قال الناطق باسم البنتاغون ان «ظروفاً استثنائية كانت وراء هذه العملية، فهناك حلفاء مقربون من الولاياتالمتحدة طلبوا مساعدتنا، والعملية لم تخالف قرار الرئيس». الى ذلك، قال مستشار الأمن القومي العراقي السابق، موفق الربيعي ل «الحياة» ان «الحكومة لم تبلغ سلفاً بعملية الحويجة، التي نفذتها قوات أميركية، وانها تمت بالاتفاق مع حكومة كردستان والبنتاغون». واعتبرت «كتائب حزب الله»، أبرز فصائل «الحشد الشعبي»، ان «عملية الإنزال الجوي الأميركية في قضاء الحويجة تهدف إلى التغطية على تواطئهم (الأميركيون) مع داعش». وأضاف الناطق باسم الكتائب جعفر الحسيني في تصريح بثه موقع «الحشد الشعبي» ان «عملية الإنزال استعراضية تهدف إلى صرف الأنظار عن انتصارات قوات الحشد الشعبي ومحاولة لتبرير الإخفاقات والحقائق التي اظهرت دور واشنطن في دعم الإرهاب في العراق». ولم تعلق الحكومة، حتى مساء أمس على العملية، كما امتنع مسؤولون حكوميون وعسكريون عن التعليق حولها. وأصدر «داعش» بياناً بتوقيع «ولاية كركوك» جاء فيه أن «العملية تمّت في الساعة الثانية بعد منتصف ليلة الخميس، عبر أسراب من الطائرات الحربية، وأربع طائرات شينوك، وطائرتي أباتشي». وأضاف «قامت طائرات الأباتشي بقصف مكثف للمواقع القريبة من السجن الواقع في منطقة الصناعة، وعلى الطريق الواصل بينه وبين الحويجة، خشية قدوم الإمدادات، وتخلل القصف عملية إنزال، حيث هجموا بالأسلحة المتوسطة والخفيفة على حراس السجن، وهم ستة أخوة». وأضاف «استمر الاشتباك ساعتين قبل أن يُقصف المدافعون عن السجن، حيث قام الجبناء بتصفية بعض السجناء، وخطفوا آخرين لم يكن بينهم أي (عنصر) من البيشمركة». وأكد التنظيم أن القوة الأميركية قصفت السجن بعد انسحابها ما ادى الى قتل عشرات المعتقلين داخله. وكان بيان لوزارة الدفاع الأميركية و»مجلس الأمن» التابع لحكومة إقليم كردستان «أكد تنفيذ عملية نوعية في قضاء الحويجة الخاضع لسيطرة داعش، وأسفرت عن تحرير 69 رهينة من الأسرى غير الأكراد، في حين أكد شهود أن «عدداً من طائرات شينوك قامت بإنزال جوي في مقر لداعش، وقصفت حاجزَي تفتيش قرب قرية فضيخة شمال شرقي القضاء» وأكد آخرون أن «التنظيم بدأ بنقل المعتقلين بشاحنات الى محافظة نينوى». إلى ذلك، أعلنت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان اتفاقاً بين العراقوروسيا على «ضرب ارتال داعش القادمة من سورية الى العراق». وقال رئيس اللجنة حاكم الزاملي في بيان ان «مركز المعلومات الرباعي ساهم في جزء بسيط في حسم معركة بيجي في ساعات قليلة جداً وبأقل الخسائر في الأرواح والمعدات»، مبيناً «حصول العراق على معلومات ايضاً مهمة من سورية وقد اتفق العراق مع روسيا التي تقود مركز المعلومات الرباعي على ضرب ارتال داعش القادمة من سورية». وعن عملية الحويجة قال إنها «خرق للسيادة العراقية، تمّت من دون علم الحكومة وتثير علامات استفهام».