كانت الإنترنت قبل مولد «موزايك» بدائية تعتمد فقط على إرسال المعلومات واستقبالها من دون أي منصات (مواقع، تطبيقات) تنظمها، حتى بعد ظهور النطاق «WWW». وبدأت شبكة الإنترنت عام 1969 بعدما قررت وزارة الدفاع الأميركية إنشاء وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة (ARPA) بهدف حماية شبكة الاتصالات أثناء الحرب، ودشنت «ARPA» شبكة «ARPA net» لتصبح نواة شبكة الإنترنت المعروفة اليوم. وانقسمت الشبكة إلى اثنتين هما «ARPA net» وخصصت للأستعمال المدني و«mil net» والتي خصصت للأستعمال العسكري، الا انهما كانتا متصلتين بحيث يستطيع مستخدمو الشبكتين تبادل المعلومات فيما بينهم. وفي العام 1989 اقترح مؤسس شركة «إيمدج كمبيوتر سيستيمز ليمتد» تيم بيرنرز مشروع انشاء لغة النص المترابط أو ما يدعى بالنص العالمي المترابط، وهو ما عُرف فيما بعد بالشبكة العالمية «World Wide Web»، بهدف تسهيل التواصل بين المستخدمين، ليضع أسس أول متصفح مستقل للانترنت ويطلقه عام 1991. عملياً، لم يكن «موزايك» أول متصفح للإنترنت باعتبار أن برنامج بيرنرز يندرج تحت تصنيف المتصفحات، إلا أن اختلاف «موزايك» جاء من تنظيمه وقدرته على عرض الصور والنصوص في آن واحد، والقدرة على تسهيل البحث وتحسينه. وجاءت الفكرة إلى مبتكره مارك أندرسون، عندما لاحظ أن استعمال «WWW» ينحصر في إرسال واستقبال البيانات فقط من دون أي وظائف أخرى أو القدرة على التنظيم، وهو ما جعله يجمع فريقا من المبرمجين للبدء في تدشين أول متصفح إنترنت فعلي في التاريخ. وقضى اندرسون وزملاؤه شهرين من العمل شبه المتواصل على «موزايك»، ليخرج متصفح إنترنت يستطيع عرض الصور والنصوص في نافذة واحدة ويمكن التحكم به بواسطة الفأرة الإلكترونية في العام 1993. وبعدما نشر الفريق المتصفح مجاناً، وصل عدد المستخدمين إلى مليوني مستخدم في وقت قصير، ما لفت انتباه مؤسس شركة «سيليكون جرافك إنك» جيمس كلارك، فطلب مقابلة أندرسون، ليقنعه أندرسون في المقابلة أن الإنترنت هو مفتاح المستقبل. وأصبح «موزايك» نواة لكل المتصفحات من بعده، مثل «نت سكيب» الذي ينتمي إلى المطور نفسه، ومتصفح شركة «مايكروسوفت» الشهير «إنترنت إكسبلورر» الذي تحول خلال العام الجاري إلى «إيدج» بعد إطلاق نسخة «يندوز10» الجديدة. وظهرت بعد ذلك متصفحات مثل «أوبرا» ومتصفح شركة «آبل» «سفاري»، ومتصفح «غوغل كروم». وتعتمد كل المتصفحات الحالية على فكرة «موزايك» من حيث التبويب والقدرة على عرض النصوص والصور في نافذة واحدة من دون الحاجة إلى فتح نافذة جديدة، ووصلت المتصفحات الآن إلى درجة القدرة على تشغيل وفتح كل أنواع الملفات من فيديو إلى صوت وملفات الوثائق مثل «بي دي إف» و«دوك»، وحتى ممارسة ألعاب الفيديو الخاصة بالمتصفحات. قصة الإنترنت («موزايك» أول متصفح «غرافيكي» في التاريخ) قصة الإنترنت («ياهو»... حجر أساس محركات البحث) قصة الإنترنت («يوتيوب» وثورة الفيديو) قصة الإنترنت («أمازون».. متجر كل الأشياء)