قال بحث حديث نشرت نتائجه أول من أمس (الثلثاء) إن مادة كيماوية شائعة تدخل في المنتجات الواقية من أشعة الشمس ذات سمية عالية للشعاب المرجانية، وتسهم في اندثارها على مستوى العالم. وأوضحت الدراسة الواردة في دوريات التلوث البيئي والسمية أن مادة «أوكسيبنزون» (مادة تحجب الأشعة فوق البنفسجية تدخل في 3500 منتج عالمي للوقاية من أشعة الشمس) يمكن أن تبيد الشعاب المرجانية الناشئة وتلحق الضرر في تركيزاتها العالية بالشعاب اليافعة. ورصد فريق البحث الدولي الذي أجرى الدراسة بإشراف كريج داونز تركيزات عالية من هذه المادة حول الشعاب المرجانية التي تجتذب السياح، لا سيما في جزر هاواي والبحر الكاريبي. وقال داونز من منظمة هيريتيكوس للمختبرات البيئية في فرجينيا إن الدراسة ساعدت في تفسير سبب عدم رصد الباحثين لشعاب مرجانية ناشئة في الكثير من مناطق المنتجعات المعروفة. وذكرت نتائج البحث أن مادة «أوكسيبنزون» تغير من تركيب الحمض النووي (دي أن ايه) لخلايا الشعاب المرجانية ما يجعلها ضعيفة لا تصمد أمام الظروف الجوية ما يسفر في نهاية الأمر عن هلاك تلك الشعاب في مهدها. وتجرف المياه ما بين ستة آلاف الى 14 ألف طن من المنتجات الواقية من أشعة الشمس - تدخل في تركيبها مادة أوكسيبنزون- سنوياً حول الشعاب المرجانية. وقال الباحثون إن الآثار الضارة لهذه المادة تحدث في تركيزات تصل الى 62 جزءاً من تريليون جزء أي ما يعادل قطرة ماء في حجم يصل الى ستة ونصف من حمامات السباحة الأولمبية. وفي هاواي ومنطقة الكاريبي تزيد هذه النسبة بواقع 12 مرة عن ذلك وفقاً لاختبارات مياه البحار، وعلاوة على آثارها على الشعاب المرجانية قالت جماعات للدفاع عن البيئة إن هذه المادة قد تخترق جلد الإنسان مسببة تغيرات هرمونية وخلوية.