على رغم أن الانترنت يوفر منصة لتبادل الأفكار والحقائق بين مختلف الأشخاص في جميع أنحاء العالم، إلا أنه أصبح إلى جانب ذلك مرتعاً لنظريات المؤامرة والأخبار الخاطئة التي تنتشر بسرعة فائقة ويصدقها كثيرون، مثل إعلان "وكالة الفضاء الدولية" (ناسا) المفترض، والذي تناقلته مواقع إلكترونية مختلفة في الفترة الأخيرة، عن 15 يوماً من الظلام التام سيعيشها كوكب الأرض بين 15 و29 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وزعمت هذه المواقع أن "ناسا" سلمت تقريراً إلى البيت الأبيض، تناولت فيه بالتفصيل شرح هذه الظاهرة التي تسمى "نوفمبر بلاك آوت". وذكر التقرير أن "كوكبي المشتري والزهرة سيتحركان في خط متواز بدرجة قريبة جداً. ثم سيمر الزهرة إلى الجنوب الغربي من المشتري، ما سيجعله يشع أكثر بعشر مرات من الأخير. وبسبب الضوء المنبعث من الزهرة، سترتفع درجة حرارة الغازات على الكوكب الأكبر في المجموعة الشمسية". ومن المفترض، بحسب التقرير، أن يؤدي ذلك إلى "إطلاق المشتري كمية غير مسبوقة من الهيدروجين إلى الفضاء، سيحدث تفاعلها مع الشمس انفجاراً هائلاً. وستحاول الشمس منع هذه الانفجارات عبر بعث الحرارة من مركزها، ما سيؤدي إلى بهتان لونها إلى الزرقة. وستحتاج الشمس إلى 15 يوماً لاستعادة لونها الأحمر المتوهج. وسيعم خلالها الظلام على كوكب الأرض، وستنخفض درجة الحرارة عليه من 7 إلى 8 درجات". ودحض علماء هذه المزاعم التي اعتبروها خاطئة علمياً، موضحين أنه في حين توصف بعض الكواكب بأنها "متقاربة"، إلا أن ذلك يكون من "وجهة نظر الموجودين على كوكب الأرض". أما في الواقع، فلا تتقارب الكواكب من بعضها إلى حد إحداث أثر فعلي، وتحديداً في هذه الحال، لأن المشترى والزهرة يبعدان من بعضهما مسافة 416.3 مليون ميل. ونقل موقع "آباوت" للمحتوى الإلكتروني وصف العلماء لما ذكر في التقرير عن تسبب الضوء المنبعث من الزهرة في ارتفاع درجة حرارة الغازات على المشتري، بأنه "كلام غير منطقي"، لأن كوكب الزهرة لا ينبعث منه ضوء أصلاً، إنما يعكس فقط ضوء الشمس. ومهما تقارب الكوكبان، فلن يكون الضوء المنعكس من الزهرة قوياً لدرجة إحداث تغيرات جوية على المشتري. من جهتها، نفت "ناسا" ما نشر بهذا الخصوص، موضحة أنه لا يمكن التنبؤ بالعواصف الشمسية في الأساس، بل يتم رصدها وقت حدوثها. ولا تصل هذه العواصف إلى الأرض إلا بعد يومين أو ثلاثة أيام، كما لا تسبب مخاطرها كارثة أرضية بالطريقة المفترضة.