وجه مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان كلمة لزملاء السلاح بعد جولة في عدد من المواقع، التي تم تطهيرها من المتسللين الحوثيين، اكد فيها « انه مهما كانت المهمات شاقة إلا أنها لن تكون مستحيلة على قواتنا الباسلة». وجاء في الكلمة: «بسم الله الذي تتم بنعمه الصالحات والحمد لله الذي بعونه وتوفيقه تنجز المنجزات أيها الإخوة المرابطون الشجعان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية لكم ملؤها المحبة والتقدير، حيث ألتقي بكم اليوم، أحييكم باسم كل رجل من رجالات القوات المسلحة، وباسم كل مواطن ومقيم على ثرى هذه الأرض الطيبة، تحية مقرونة بأخلص الشكر والتقدير على ما قمتم به من بطولات حقة، دافعتم خلالها ببسالة الأبطال، الذين قدموا أرواحهم فداءً لأغلى وطن، ساهمتم في الدفاع عن مقدسات وخيرات ومنجزات هذا الوطن بإخلاصكم وجهدكم وعلمكم وعملكم، إنني وبحق لمسرور جداً وأنا أرى فيكم رجالاً أكفاء، وجنداً مخلصين توافرت فيكم السمات الرجولية الحقة، وكانت لديكم القدرة بعد توفيق الله على الصبر وقوة التحمل وبذل الجهود الممكنة في سبيل أن تبقى بلادكم غالية عالية شامخة، ترفض أراضيها التدنيس، ويأبى رجالها الضيم، ويرفض قادتها اليأس والقنوط والرضوخ لأية مهاترات. إن ما قدمه كل رجل منكم من جهود مخلصة، كل في مجال اختصاصه، لدليل ساطع على إحساسكم بجسامة المسؤولية الملقاة على عواتقكم وأنتم لها إن شاء الله، كما أثبت ذلك آباؤكم وأجدادكم من قبل. وها أنتم تتمركزون في مواقعكم هذه بصحبة إخوة أعزاء في مواقع أخرى، تراقبون الوضع عن كثب، وتحرصون على أداء الرسالة، بعد أن منّ الله عليكم بالنصر والتمكين، وطهّرتم أراضيكم ممن أراد لها الشر وأضمر لها الحقد. وقد حرصت حكومتنا الرشيدة أعزها الله بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكل القوات العسكرية، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - يحفظهما الله - على جعل قواتنا المسلحة الدرع الحصين بعد الله سبحانه وتعالى لرد كيد الأشرار والطامعين، وما أنتم هنا إلا جزء من أبناء القوات المسلحة الذين أخذوا على عواتقهم حمل الرسالة، وحفظ الأمانة، في البر والجو والبحر، ووزارة الدفاع والطيران وفقت بفضل من الله إلى حد كبير بوجود رجال مخلصين متميزين بكفاءاتهم العلمية والعملية، وقادرين بتوفيق الله على العطاء ومضاعفة الجهد، والتصميم على إثبات الذات على أسس قوية وخطوات ثابتة وتصميم لا حدود له للحفاظ على ما حققتموه من إنجازات، لم تكن لتتحقق لولا فضل الله أولاً ثم التخطيط السليم، والتكتيكات المدروسة، والاستبسال من كل رجل منكم، بدأت باستشهاد رجال أوفياء وجرح آخرين واختتمت أيضاً باستشهاد رجال أوفياء وجرح آخرين، وها أنتم بجهدكم وعرقكم وإنجازاتكم تتمسكون بالأرض وعليكم الفهم الأكيد بأنه مهما كانت المهمات شاقة إلا أنها لن تكون مستحيلة على قواتنا السعودية الباسلة، التي تحلت بالأخلاق الفاضلة، والصبر والجلد وقوة التحمل، والتقيد بتنفيذ الأوامر والتعليمات بكل دقة وكان أهمها احترام الخصم، ومعرفة قوته، والتعامل معه وفق ما يملكه من تسليح دون إفراط. في الأسابيع الماضية استقبلت وبكل سرور ثلاثة من أبنائنا الذين كانوا مفقودين بعد أن عادوا إلى وطنهم وهم بصحة وعافية ولله الحمد، وهاهم بين أهليهم، وفي الأيام الأخيرة، هدأ بالنا، وارتحنا كثيرا باستلام جثامين إخواننا الشهداء، بعد أن كانوا في عداد المفقودين، وباستلامنا لهم فإننا نعد ملف المفقودين قد أغلق تماماً، وبهذه المناسبة ومن هذا الموقف فإنني أنتهز هذه الفرصة لأرفع خالص الشكر والتقدير والإجلال لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكل القوات العسكرية، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على ما قدموه لنا من كريم الرعاية واستمرار الدعم والمساندة طيلة فترة العمليات العسكرية، كما أنهما كانا يحفظهما الله حريصين أشد الحرص ومتابعين أولاً بأول لكل الخطوات التي تمت في ما يخص أبناءنا المفقودين، ولم يهدأ لهما بال حتى اطمأنوا على مصائر المفقودين بعود الأصحاء، ودفن الشهداء على ثرى الأرض التي استشهدوا دفاعاً عنها. وختاماً اسأل الله جل وعلا أن يأتي اليوم الذي لم تعد فيه حاجة لوجودكم هنا بعد أن يستتب الوضع، وتعود الأمور إلى مجاريها وتتحقق شروطنا التي ليس فيها ما يسيء لأحبتنا في اليمن الشقيق، بل ما يساعدهم على بسط الأمن في ربوع اليمن السعيد، وفي الوقت الذي يسرني فيه تفقد أحوالكم أوصيكم بالحرص والمتابعة والاستعداد لكل ما هو متوقع، لأن ما حصل حتى الآن لا يعني أن الوضع قد انتهى، بل الأيام والأفعال على أرض الواقع هي التي ستبرهن لنا ذلك وسنبقى مراقبين وعن أراضينا مدافعين، وأسأل الله لكم دوام العون والتوفيق، فتحية لكم، تحية لخلقكم وأدبكم، تحية لصدقكم وإخلاصكم، وتحية لمنعتكم وإبائكم. وأخيراً تحية لشهدائكم الأبرار وجرحاكم الميامين، والحمد لله رب العالمين».