اكدت منظمات عراقية متخصصة في مراقبة الانتخابات ان نسبة التردد بين الناخبين العراقيين حول المشاركة في الانتخابات النيابية التي ستجرى اليوم انخفضت الى حد كبير بعد عملية الترويج الكبيرة التي قامت بها الكيانات السياسية اثناء الحملة الدعائية. وقال حسين فوزي نائب المنسق العام في منظمة «شمس»، احدى منظمات المجتمع المدني المسؤولة عن مراقبة الانتخابات، ان «التوجيهات التي صدرت للناخبين بأن عدم مشاركتهم سيفسح المجال امام التزوير باستخدام بطاقاتهم الفارغة، اسهم في دفعهم الى المشاركة، فضلاًً عن دور الدعاية الانتخابية للأحزاب في هذا المجال». وقال ل «الحياة» ان المنظمة تتوقع نسبة مشاركة لا تقل عن 49 في المئة من عدد الناخبين المسموح لهم بالتصويت، وأن صناديق الاقتراع ستكشف اليوم عن مفاجأة في ارتفاع عدد المشاركين قياساً بما كان كشفته استطلاعات الرأي في الشهرين السابقين. وأوضح ان مناخ البيئة السياسية وعودة التيارات التي اعلنت عن مقاطعة الانتخابات بعد استبعاد عدد من مرشحيها فضلاً عن تجاوز الكتل للتشكيلات الطائفية وتركيزها على البعد الوطني في تشكيل ائتلافاتها اسهمت في انهاء التردد لدى الكثير من الناخبين المترددين لمصلحة المشاركة، مبيناً ان سقوط الشعارات الطائفية اثناء الدعاية الانتخابية لعب دوراً حاسماً في هذا المجال. وأكد ايفان كريم مدير العلاقات العامة في شبكة «تموز» المعنية بمراقبة الانتخابات ان الورش التثقيفية التي قامت منظمات المجتمع المدني والمفوضية العليا للانتخابات بإقامتها كان لها دور ايجابي وجدي في تحفيز بعض الناخبين المترددين على المشاركة. وقال ل «الحياة» ان عدد الناخبين المترددين في المشاركة من عدمها حسم لمصلحة المشاركة في الكثير من المناطق التي اقيمت فيها حملات التوعية، وأن التردد سيكون حول المرشحين الذين سيختارونهم لتمثيلهم في مجلس النواب اكثر من المشاركة، كون غالبية المترددين حسموا امرهم في المشاركة بعدما علموا ان عدم مشاركتهم سيؤول الى استخدام بطاقاتهم الانتخابية لأغراض التزوير. وأضاف: «هناك بعض من المترددين سيذهبون الى صناديق الاقتراع، وربما لن يختار احدهم اي قائمة او مرشح، لكنه سيشطب بطاقته كي لا تستخدم لأغراض الخرق او التزوير». وعن نسبة المترددين المتوقعين اليوم، قال: «لا توجد احصاءات دقيقة حول الموضوع ومزاج الناخبين هو الفاصل الرئيس في هذا المجال». ويتوقع المراقبون لملف الانتخابات في العراق ان تحسم صناديق الاقتراع اليوم اسابيع طويلة من التردد التي عاشها بعض الناخبين في اختيار المشاركة من عدمها واختيار القائمة التي يرغبون في التصويت لها. وتوقعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مشاركة جيدة في انتخابات البرلمان العراقي التي ستجرى اليوم الاحد بسبب تغيير مزاج الناخبين ووعيهم. وتحتوي ورقة الاقتراع على اسماء الكيانات والائتلافات الانتخابية حيث يحمل المرشحون ارقاماً تسلسلية داخل الائتلاف، ويقوم الناخب باختيار المرشح الذي يرغب في التصويت له بوضع اشارة (صح) امام اسم الناخب. وهي الانتخابات البرلمانية الاولى في العراق التي يتم التصويت فيها طبقاً لنظام القائمة المفتوحة.