أعادت التطورات في الشارع الفلسطيني، أطفال فلسطين إلى الواجهة مجدداً. وبينما اعتبر البعض أنهم "ضحايا" سنوات من الظلم أجبرتهم على هجر الطفولة مبكراً، قال البعض الآخر إنهم "أبطال خارقون" يواجهون آلة القتل الإسرائيلية بشجاعة. وانتقد بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إصرار وسائل إعلام عربية على وصف أطفال فلسطين ب"الأبطال"، فيما أيد ذلك الوصف آخرون، معتبرين أنها "حقيقة" يجب ترسيخها لرفع معنويات الشعب الفلسطيني في مواجهة قوات الإحتلال الإسرائيلي. ورأى مؤيدو وجهة النظر التي تقول إنهم "ضحايا" أن "العالم يجب أن يفهم أن الطفل الفلسطيني لا يختلف عن أقرانه، فهو يخاف ويبكي ويحلم، لأن ذلك سيساعد على كشف بشاعة الاحتلال الإسرائيلي الذي يزيد عدد ضحاياه من الأطفال يومياً". واعتبروا أن "وصف بطل يقلل من تعاطف الرأي العام العالمي معهم، ويدعم الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن الفلسطينين يلقون أطفالهم أمام النار، وأن الطفل الفلسطيني مشروع بطل عملية طعن، الأمر الذي يبرر استهدافهم أمام العالم". وقال الفلسطيني محمد الشوبكي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "أخبروا... أن هؤلاء ليسوا أبطالاً وإنما ضحايا. أخبروا هذا الإعلام أن دم أطفالنا ليس لجمع اللايكات (الإعجابات)، أخبروا سلطة (...) أن تجمع هذه الفيديوهات وتتوجه بها إلى المحكمة الجنائية الدولية الآن". وطالب الشوبكي "وسائل الإعلام بالتوقف عن تكرار جملة أراد الشهادة ونالها خلال تغطية جنازة أي شهيد طفل"، قائلاً: "نحن ضحايا يا عالم. ضحايا ونريد أن تساعدونا لمحاكمة هذه الدولة الفاشية المجرمة، لا أن تهللوا لدمنا وتصفونا بالأبطال، ثم تذهبون إلى النوم. نحن ضحايا أعتى وأحقر آلة عسكرية عرفها التاريخ". وأيد الفلسطيني رجا قنده التعليق السابق، قائلاً: "هذا هو الكلام الصحيح. ضحايا، لكن من سيعرف كيف يجمع هذه القصص ويطرحها في شكل مدروس أمام محكمة الجنايات الدولية ويكمل حتى النهاية". ورأت مي خلفاوي ، من غزة، أن "مصيبتنا حتى الآن في أننا لا نعرف كيف نكلم العالم باللغة التي يفهمها. نحن ضحايا احتلال مجرم، يكفي متاجرة بدم الأطفال والشباب". من جهة ثانية، اعتبر آخرون أن صمود الطفل الفلسطيني وشجاعته في مواجهة الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح "بطولة" لا يمكن تجاهلها، فهي شيء يدعو إلى الفخر، ويجب نشره لبث الرهبة في المجتمع الإسرائيلي. وقالت صاحبة حساب "سبرنزا غيوسيب" إن "هؤلاء الأطفال قاموا بما يجب أن يقوم به الرجال. من لا يستطيع أن يكون على قدر المسؤولية فليتنحى جانباً. هؤلاء أبطال من الصعب الوصول إلى مستواهم. الرجولة ليست بالعمر".