تحت شعار «كلما تواصلنا أكثر كلما تحسن عالمنا»، أطلقت شركة «فايسبوك» مشروعاً يهدف إلى توصيل الإنترنت إلى المناطق النائية في العالم التي لا تزال محرومة من هذه الخدمة، في وقت أعلنت شركة «غوغل» سابقاً نجاح تجربة مماثلة لبث الإنترنت في بقاع الأرض جميعها، من خلال بالونات حرارية طائرة. وجاءت مبادرة «فايسبوك» بعنوان «انترنت دوت اورغ» عملاً بمبدأ أن توافر الإنترنت حق كل إنسان. وركزت على ثلاثة جوانب هي توصيل الإنترنت إلى الأماكن النائية، وتطوير جودته في البلاد التي لا زالت تعاني من سوء الخدمة، والتعاون مع المطورين لإيجاد طرق جديدة تسهل عملية الاتصال بالشبكة العنكبوتية. وانطلق المشروع الأول للمبادرة بعنوان «فري باسيكس» العام الماضي، من زامبيا في أفريقيا. ويعمل على توفير تكنولوجيا لسكان الدول الفقيرة، تتيح لهم استخدام الإنترنت مجاناً لفترة محددة، ودخول مواقع معينة يختارونها عند التسجيل في الخدمة. ويعتقد القائمون على المشروع أن المبادرة ستفتح عيون هؤلاء على عالم المعرفة التكنولوجية، ما سيشجعهم على بذل جهود أكثر ليبقوا مستخدمين دائمين لتكنولوجيا الاتصال. وتعرض المشروع لانتقادات عدة، منها اتهام «فايسبوك» بالسعي إلى تحقيق ربح مادي من خلال مبادرة إنسانية الطابع، لكن الإدارة أكدت أن «الشركة لم تطلب مقابلاً من مواقع الانترنت المشاركة في الفكرة، ولم تطرح مساحات إعلانية لتظهر على شاشات مستخدمي فري بيسيكس». وفي إطار جهود المبادرة، كشف مؤسس «فايسبوك» مارك زوكربيرغ قبل أسبوعين تقريباً، أن شركته ستتعاون مع شركة «ستيل سات» الفرنسية لإطلاق قمر صناعي عام 2016، قادر على مد المناطق الافريقية النائية بالإنترنت. وكتب زوكربيرغ على صفحته أن «فايسبوك أطلقت على القمر الصناعي المنتظر اسم أموس 6». وكانت «غوغل» أعلنت عام 2013 مبادرة مماثلة أسمتها «بروجيكت لوون»، تهدف إلى ربط العالم كله بالإنترنت عبر إطلاق بالونات حرارية طائرة تصل إلى نهاية الغلاف الجوي تقريباً، وبالتحديد إلى طبقة «ستراتوسفير» حيث تستقر وتبدأ في استقبال إشارات الإنترنت من مركز في الأرض، وتعكسها بعد ذلك باستخدام تكنولوجيا معينة إلى أجهزة استقبال صغيرة توضع على أسطح المباني في المناطق النائية، ليصبح سكان تلك المناطق قادرين على استخدام الانترنت بسرعة «الجيل الثالث» (ثري جي). وتشير نتائج التجارب الأولية التي أُجريت في نيوزيلندا إلى نجاح الفكرة، الأمر الذي شجع الشركة على تطوير مشروعها عبر عقد اتفاقات عدة مع مقدمي خدمات الإنترنت، بالإضافة إلى تطوير عمر البالون لتصل مدة صلاحيته إلى 100 يوم. ويرى البعض أن قصر عمر بالون «غوغل» يضعف المبادرة أمام تجربة «فايسبوك» التي تعتمد على قمر صناعي يعيش لسنوات. وليس لنا إلا ان ننتظر لنرى أي المشروعين سينجح ويكتسح العالم. يذكر أن 60 في المئة من سكان العالم لا يقدرون على دخول شبكة الإنترنت، 75 في المئة منهم يعيشون في 20 دولة، بحسب دراسة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية. ووفقا للدراسة، فإن أسباب عدم وصول الإنترنت إلى سكان تلك الدول تتلخص في الفقر وضعف البنى التحتية والجهل التكنولوجي بخصوص التغيير الإيجابي الذي يحدثه التواصل الإلكتروني.