كشفت دراسة نشرتها صحيفة «دايلي مايل» البريطانية أن الأشخاص الذين يتبعون النظام الغذائي المعتمد في بلاد البحر المتوسط، هم أقل عرضة للإصابة بالإكتئاب، لأن تلك الحمية تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة وكمية كبيرة من الألياف الغذائية والدهون غير المشبعة. ويشمل النظام المتوسطي أو ما يسمى ب«حمية البحر الأبيض المتوسط»، الأطعمة الغذائية التقليدية في اليونان وجنوب إيطاليا وإسبانيا، مثل المكسرات والفواكه والخضار ومصادر غنية بالأوميغا 4 والفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة والبقوليات ونسبة عالية من زيت الزيتون، على عكس الأنظمة الأخرى التي تعتمد على اللحوم والحلويات والدهون الحيوانية المشبعة. وشارك في الدراسة 15 ألف شخص، قُسموا إلى ثلاث مجموعات وطُلب منهم «اتباع ثلاث أنواع مختلفة من الحميات الغذائية، وهي النباتية والبحر المتوسط والأكل الصحي البديل» على مدى 10 أعوام. وأظهرت النتائج أن 1550 مشاركاً شُخّصوا بالاكتئاب في وقت ما خلال فترة الدراسة، ومنهم من احتاج إلى تناول عقاقير مضادة للحالة. وكشفت الدراسة أن المجموعة الأقل عرضة للإكتئاب هي التي اتبع أصحابها «حمية الأكل الصحي البديل»، معتمدين على عناصر رئيسية في «حمية البحر المتوسط»، وهي المكسرات والحبوب والفواكه والخضروات. وأوضح الدكتور المودينا فيليغاس من جامعة «لاس بالماس دي غران كناريا» في إسبانيا أن هدف الدراسة هو «معرفة تأثير أنواع الغذاء المختلفة على الصحة العقلية وقدرة بعض الأطعمة على حماية عقولنا»، مضيفاً أن «هذه الأنظمة لها تأثير معروف على الصحة الجسدية، والآن نجد أنها من المرجّح أن تؤثر إيجابياً على الصحة العقلية أيضاً». وتابع أن «الخصائص الغذائية التي تحتويها هذه الأطعمة، يمكن أن يكون لها دور في تقليل خطر الإكتئاب»، مؤكداً أن «الفرق يحدث عند البدء في اتباع نظام غذائي صحي». وأكدت دراسة أخرى نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، وجود علاقة بين النظام المتوسطي وقلة نسبة الإصابة بسرطان الثدي، لاحتوائه على عناصر تقي من الإصابة به. وقال أستاذ الطب الوقائي في جامعة «نافارا» الإسبانية ميغيل غوانزاليس إن «هذه هي المرة الأولى التي تبين أننا يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي». وتتميز «حمية البحر المتوسط» بزيت الزيتون الذي يملك تأثيرات مضادة للالتهابات وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى احتوائه على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة، خصوصاً حمض الفوليك، والتي أثبتت الدراسات ارتباطها بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية وتحسين مستوى الكولستيرول.