يبدو أن سيناريو الحرب في أفغانستان يتكرّر مجدداً في سورية، بالنسبة إلى كل من روسياوالولاياتالمتحدة اللتين اختارتا أرضاً للصراع. فمثلما كان الحال في حرب أفغانستان بين عامي 1979 و1989 عندما قدّمت الولاياتالمتحدة صواريخ «ستينغر» لمؤازرة المعارضين الأفغان، ودعم الإتحاد السوفياتي الحكومة الأفغانية، تدعم أميركا المعارضة السورية، فيما تدعم روسيا نظام الرئيس بشار الأسد. وعلى رغم ذلك، يؤكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الحرب في سورية ليست حرباً مع روسيا. ويعيد سيناريو العمليات في سورية إلى الأذهان أحداث الحرب على أفغانستان، بخاصة بعدما زودت الولاياتالمتحدة المعارضة السورية بصواريخ «تاو» المضادة للدبابات والتي تتشابه مع صواريخ «ستينغر» التي أجبرت الجيش السوفياتي على الإنسحاب من افغانستان. ويقول متابعون إن الصواريخ الجديدة غيّرت نتائج المعركة ومسارها، بعد تدمير الصواريخ لعشرات الدبابات المصنوعة في روسيا، منذ اليوم الأول لدخول روسيا المعركة علانيةً لمساندة بشار الأسد. وأظهرت عشرات مقاطع الفيديو تدمير دبابات ومدرعات تابعة للجيش الروسي وجيش النظام على أيدي المعارضة باستخدام صواريخ "تاو". وتصف المعارضة ما حدث ب"مجزرة الدبابات"، معلنة تدميرها "24 دبابة ومدرعة في اليوم الأول وأن العدد في ارتفاع". وقال النقيب مصطفى معراتي من "تجمع العزة" إن "المزيد من الصواريخ وصلت بعد وصول القوات الروسية". واعتبر زميل الشؤون الدفاعية في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أن "الحرب في سورية تحولت إلى حرب بالوكالة بالصدفة، بعدما هاجمت المعارضة قوات النظام بصواريخ أميركية، وواجهتها قوات النظام بدعم روسي"، وتابع: "لا أراها حربا مباشرة أو مقصودة". وتشرف وكالة الإستخبارات الأميركية على برنامج صواريخ "تاو" بعدما مررت مشروعها العام الماضي بهدف دعم المعارضة السورية بالعتاد والتدريب. يذكر أنه في العام 1993 طلبت الاستخبارات المركزية الأميركية رصد مبلغ 55 مليون دولار لاعادة شراء هذه الصواريخ، بسعر 100 الف دولار لكل صاروخ موجود لدى الفصائل الافغانية، بينما يبلغ سعره العادي بين 25 و30 الف دولار، وذلك خوفاً من أن تصل إلى أيدي من تسميهم أميركا "أعدائها"، مثل المتطرفين الاسلاميين وكوريا الشمالية وايران. واشترطت الحكومة الأميركية وقتها تسليم الصواريخ الباقية كشرط لاعتراف الإدارة الاميركية بالحكومة الأفغانية.