أعرب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن ارتياحه لأجواء المصالحة العربية «التي انطلقت من قمة الكويت وحظيت بمواكبة من أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح»، متوقعاً المزيد من المصالحات. واعتبر انه «يجب حصول مصالحة بين مصر وسورية، فهذا أمر ضروري للعرب ويفيد منها لبنان. وقد كان ادى طرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى فتح الباب وكرّت السبحة». وأكد الحريري في حوار مع مراسلي صحف كويتية أمس عشية زيارته الكويت، انه سيكمل الطريق التي بدأها في بناء علاقة إيجابية جداً مع سورية ورئيسها بشار الأسد «على قاعدة مراعاة مصالح لبنان أولاً وسورية أولاً ومصلحة البلدين والشعبين»، كاشفاً عن أن العلاقة الشخصية مع الأسد «كتير منيحة»، ولافتاً الى أن الملفات العالقة بين البلدين «تتم مناقشتها بهدوء، ولا بد من البناء على النصف الملآن من الكوب». واستبعد الحريري حرباً إسرائيلية على لبنان، «لأن من يريد حرباً لا يتحدث عنها»، كاشفاً عن تطمينات تلقاها خلال زياراته الخارجية، وشدد على وحدة اللبنانيين في مواجهة أي عدوان «فهم سيسقطون رهان إسرائيل على انقسامهم»، ومعلناً أن «الحرب قد تدمر لبنان ولكن الانقسام الداخلي ينهيه ويقضي عليه». وطمأن الحريري الى أن «المحكمة الدولية ماشية وليشكك المشككون»، معرباً عن ثقته بأن المدعي العام القاضي دانيال بلمار «سيقدم ملفاً الى المحكمة، فنعرف الحقيقة في جريمة اغتيال رفيق الحريري والجرائم المتصلة». وجدد تأكيده متانة تحالفه مع «الأفرقاء الآخرين في قوى «14 آذار»، فلن يفرقني عنهم إلا الموت». ولفت الى أن لبنان «مقبل على مرحلة حددت أولوياتها في البيان الوزاري، وتتركز على أولويات الناس، كهرباء وبيئة وصحة وطرق، إضافة الى تجهيز الجيش والقوى الأمنية»، مشيراً الى أن الكويت «لم تقصّر يوماً مع لبنان ودعمت الحكومة في جميع الميادين ونفذت الكثير من المشاريع وغالباً ما تعرض هي المشاريع علينا. ولدينا مشاريع استثمارية كبيرة تعني القطاع الخاص نتمنى أن تكون الكويت شريكة فيها». وعن زيارته المرتقبة لإيران، أعلن انها «ستكون في إطار الزيارات التي أقوم بها، ولم أقل إنني سأزورها غداً أو بعده، وليس لدينا شيء ضد إيران فهي ساهمت في مشاريع لا سيما بعد حرب تموز (يوليو)». وعن لقاء دمشق، لفت الحريري الى أن «الرئيس الأسد التقى الرئيس (الإيراني محمود) احمدي نجاد وكان النقاش بين دولتين، إضافة الى موضوع التهديدات الإسرائيلية التي نسمعها جميعاً، أما الدولة اللبنانية فنحن نمثلها مع رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ونحن نقرر السياسة الخارجية والداخلية من خلال مجلس الوزراء. أما وجود (الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في دمشق فلن نتدخل في هذا الموضوع، وهناك زوار يذهبون الى سورية وبلدان عربية أخرى». وأكد الحريري أن «الحكومة غير متعثرة، ففي جلسة الأربعاء أنجزنا بعض التعيينات وفي جلسة الخميس قد تنجز بعض التعيينات الأخرى وسنناقش موضوع البلديات وإن شاء الله سترون أشياء إيجابية». ورأى أن «الأمر الأساسي سيتركز على إنجاز الموازنة لأنها تطلق عملية الاستثمار في أولويات الناس، وهذا يحتاج الى إيرادات علينا تأمينها للقيام بالمشاريع اللازمة وعلى كل القوى السياسية تحمل مسؤوليتها في هذا الإطار»، مشيراً الى أن زيارته للولايات المتحدة لم يتقرر موعدها بعد. وعن تصريح زعيم «فتح - الانتفاضة» أبو موسى عن استعداده لنقل المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات، قال الحريري: «اطلعنا على هذا الموقف وستجرى اتصالات لمتابعة هذا الموضوع، نريد تنفيذ مقررات هيئة الحوار وسنقوم بالمفاوضات اللازمة». وعما إذا كان لبنان سيشارك في القمة العربية في ليبيا وعلى أي مستوى، قال: «سنناقش الأمر قريباً في مجلس الوزراء، علماً أن لبنان من مؤسسي جامعة الدول العربية وعندما تعقد قمة في بلد ما فهي ليست ملك هذا البلد بل تعقد في إطار الجامعة العربية». ودعا الحريري إلى عدم تضخيم الأمور في ما يتعلق بالمطالبة بدعوة الجامعة للمشاركة في طاولة الحوار، معتبراً انه «عندما يتصل الأمر بإسرائيل فهذا الأمر لا يتعلق فقط بلبنان بل بالعرب»، ومتسائلاً: «أليست الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان وحمايته شأناً عربياً؟ ولا أرى خطأ في مطالبة بعض الأفرقاء بمشاركة الجامعة العربية التي سبق لها أن شاركت، فلماذا الاستغراب وتكبير الأمور؟ ومن حق كل فريق أن يبدي رأيه، والرئيس سليمان هو الذي دعا الى طاولة الحوار يعود إليه تحديد إذا كانت هناك حاجة الى مشاركة الجامعة العربية أم لا». وزاد: «سنناقش الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان وحمايته، أفليس هذا شأناً عربياً؟ ألم أذهب الى العديد من الدول وآخرها قطر رئيسة القمة العربية لأطالب بتحرك في مواجهة التهديدات الإسرائيلية؟»، مؤكداً «أننا في صلب الصراع العربي- الإسرائيلي».