لإيما مارتيني ثلاثة أطفال وهي تعمل بدوام كامل وبالكاد يتسنى لها الوقت للقيام بنشاطات خاصة، لكنها تلعب كل ليلة لعبة «كاندي كراش» على هاتفها الذكي وهي جالسة إلى جانب ابنها على السرير بانتظار أن ينام. وهذه اللعبة التي تحمّل مجاناً على الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة وصفحات «فايسبوك» كانت تلعب حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي 700 مليون مرة يومياً في أنحاء العالم أجمع. ويسعى فيها اللاعب إلى جمع مجموعة من ثلاث سكريات متماثلة على منصة إلكترونية من اللوحات المنسقة. ولا شك في أن مبدأ اللعبة ليس بجديد وهو يشبه كثيراً ذلك المعتمد في لعبة «تيتريس» الناجحة ويستخدم في ألعاب كثيرة على الكومبيوتر، غير أن النسخة التي طورتها مجموعة «كينغ ديجيتل انترتاينمت» البريطانية نجحت في استقطاب جمهور واسع من اللاعبين واكتساب شهرة عالمية. وأقرت إيما مارتيني البالغة من العمر 32 سنة، بأن اللعبة «تسمح لي بألا أبقى مكتوفة اليدين في الظلمة لمدة 15 دقيقة». وخلافاً للألعاب التقليدية التي قد تستغرق ساعات، يمكن لعب «كاندي كراش» لبضع دقائق لا غير بين موعدين أو في قاعة الانتظار. وقالت إيما وهي مساعدة تربوية في شرق إنكلترا: «أنا لا أحب الكومبيوتر كثيراً، وعندما يتسنى لي الوقت أفضل أن أقرأ كتاباً». ووالدتها الخمسينية هي التي دفعتها إلى تحميل اللعبة بعد أن أمطرتها بوابل من الدعوات على «فايسبوك». وباتت تلعب هذه اللعبة كل مساء بانتظار أن ينام ابنها الصغير البالغ من العمر 4 سنوات. ويعزى النجاح الكبير الذي تلقاه اللعبة إلى مرونة استخدامها. وكشفت مجموعة «كينغ ديجيتل انترتاينمت» أن ثلثي محبي «كاندي كراش» هم من النساء. وأكد مارك غريفيتس مدير الوحدة الدولية للأبحاث في مجال الألعاب في جامعة نوتينغهام ترنت أن «هذه اللعبة تلقى رواجاً متزايداً في أوساط النساء». لكن «كاندي كراش» قد تتحول أحياناً إلى إدمان، فينسى الركاب وجهتهم ويسهر الأولاد لساعات متأخرة في الليل للوصول إلى مراحل أكثر تقدماً وتطول فترة الاستراحة عند العمال. وأضاف مارك غريفيتس الذي يلعب هذه اللعبة خلال رحلاته الطويلة لتناسي الألم الناجم عن مشاكل في عموده الفقري أن «كاندي كراش تتطلب تركيزاً كاملاً بنسبة 100 في المئة، فينسى اللاعب كل ما حوله». وهذه اللعبة تكون مجانية عند تحميلها، لكن يمكن للاعب شراء المساعدة أو حظوظ إضافية في مقابل دولار واحد في أغلب الأحيان. ولا تزال هذه النشاطات المدفوعة الأجر قليلة جداً مع 4 في المئة من اللاعبين لا غير الذين يقومون بها، غير أنها تدر أرباحاً طائلة على «كينغ ديجيتل انترتاينمت» التي بلغت مبيعاتها اليومية 850 ألف دولار، بحسب مجموعة الاستشارات «آي دي إيه تي أي». واستناد إلى هذه النتائج المالية الإيجابية، أعلنت المجموعة عن نيتها طرح أسهمها في بورصة نيويورك. ويقوم توم المهندس البالغ من العمر 22 سنة بالتحايل على اللعبة ليكسب مزيدا من الوقت من دون أن يدفع أي بدل مالي، فيقدم ساعة هاتفه الذكي.