أكد رئيس مجلس الشورى رئيس وفد المملكة إلى اجتماعات المؤتمر السادس عشر للاتحاد البرلماني العربي الدكتور عبدالله آل شيخ، ارتياح البرلمانيين العرب للدور الذي قامت به السعودية في المصالحة العربية، والجهود التي بذلتها المملكة في ما يتعلق بالصراع في أفريقيا والجهود التي بذلت أيضاً في تذليل العقبات في أروقة المؤتمر. وقال آل الشيخ عقب اختتام أعمال المؤتمر أمس إن القرارات الختامية التي توصل إليها المؤتمر جاءت بالإجماع وكانت مرضية، مشيراً إلى أن المؤتمر ركز على إصلاح الجانب الداخلي لاتحاد البرلمان العربي وتوصل في نقاشاته إلى نتائج ايجابيّة وموازنة مقبولة للجميع. وذكر أن الوفد الفلسطيني المشارك في الاجتماعات قدم شكره إلى المملكة على مواقفها في ما يتعلق بالإصلاح بين الفلسطينيين، لافتاً إلى أن قطر تقدمت باستضافة المؤتمر السابع عشر للاتحاد البرلماني العربي، وقبلت هذه الاستضافة من المشاركين. من جهته، شدد الاتحاد البرلماني العربي في ختام أعمال مؤتمره السادس عشر بالقاهرة، على ضرورة إعطاء الأولوية للأمن القومي الجماعي العربي في جميع النشاطات والتحركات التي يقوم بها القادة العرب والحكومات والمنظمات العربية على جميع المستويات والأصعدة. وقال الاتحاد في البيان الختامي الذي صدر أمس، إن التضامن العربي في ظل المستجدات الدولية الراهنة يشكل الأداة الفعالة لتوحيد طاقات الأمة العربية والقاعدة الأساسية التي لا غنى عنها لتوفير مقومات التنمية الشاملة وتطوير الديموقراطية وحماية حقوق الإنسان وتعزيز قدرات الدول العربية. ودعا إلى ضرورة تحييد العلاقات العربية الثقافية والاقتصادية وغيرها عن الخلافات السياسية بين الدول العربية وتكثيف الزيارات واللقاءات البرلمانية العربية، ما يساعد في تخفيف الاحتقان السياسي وكسر حدة الخلافات العربية، معرباً عن أمله في أن يتمكن مؤتمر القمة العربية المقبل في مدينة سرت الليبية في رأب الصدع وتوحيد الصف وحل الخلافات العربية وإحياء التضامن العربي في إطار إستراتيجية عملية، تمكن الأمة العربية من مواجهة الأخطار المحدقة بها وإثبات وجودها الفاعل على الصعيد الدولي. وركز الاتحاد في البيان على أن مستقبل السلام في المنطقة مرتبط بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف وأهمية حقه في العودة والتعويض وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية، مطالباً المجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان الدولية والإقليمية بالضغط على حكومة الاحتلال للامتثال لأحكام القانون الدولي الإنساني. وأعرب عن أسفه لتراجع الإدارة الأميركية عن موقفها الذي أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه بجامعة القاهرة، والذي ربط فيه بين تجميد الاستيطان واستئناف المفاوضات، داعياً الدول العربية إلى تكثيف اتصالاتها المباشرة وغير المباشرة مع الدول المؤثرة بهدف فضح المواقف الإسرائيلية المضللة وتوضيح وتعزيز المواقف العربية بخاصة في ما يتعلق منها بالمبادرة العربية. وعن المصالحة الوطنية الفلسطينية، دعا الاتحاد جميع الأطراف المعنية إلى التوقيع على الورقة المصرية كمدخل عملي لإنهاء الخلاف القائم وتحقيق المصالحة الفلسطينية والتفرغ لمواجهة المحتلين وخططهم الهادفة إلى نهب أراضي الشعب الفلسطيني. كما دان الاتحاد العملية الإرهابية الإسرائيلية التي جرت على أرض الإمارات العربية المتحدة باغتيال المبحوح، معتبراً أن هذا الأمر يعد انتهاكاً لسيادة وأمن الإمارات وللأعراف والقانون الدولي، كما أعرب عن تأييده لتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وفي ما يخص الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) أكد الاتحاد البرلماني العربي دعمه لحق الإمارات الكامل والمشروع في تلك الجزر، لاستعادة السيادة الإماراتية عليها، مطالباً إيران بترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية بالاستجابة إلى الدعوات الإماراتية الداعية إلى حل النزاع حول تلك الجزر. ووجه الاتحاد البرلماني العربي الدعوة إلى جميع الدول العربية لتقديم المساعدات الاقتصادية لليمن، لتمكينه من إعادة بناء ما خربه المتمردون وإنعاشه اقتصادياً، كما جدد تضامنه التام مع المغرب لاستعادة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، مطالباً الحكومة الاسبانية بالشروع في مفاوضات مباشرة مع المغرب لحل هذه القضية سلمياً.