بعد اثني عشر عاماً على تأسيسه، يسعى حزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي السوري، إلى تكريس نفسه كزعيم للأحزاب الكردية السورية، بالتزامن مع سعيه الى توسيع نشاطاته في سورية، وتقديم نفسه قوة معارضة بارزة. وعلى رغم تشديد زعيم حزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي صالح مسلم، في لقاء سابق مع "الحياة"، على أن أعضاء حزبه من "رواد الديموقراطية في الشرق الأوسط ويتوقع أن يكون لهم دور أكبر مستقبلاً بناء على أفكارهم ومنطلقاتهم"، فإن تقريراً نشرته منظمة العفو الدولية أول من أمس (الاثنين)، بعنوان "لم يكن لنا مكان آخر نذهب إليه"، أكد أن الإدارة الذاتية التي أنشأها الحزب في مناطق سيطرته قامت بانتهاكات يمكن تصنيفها "جرائم حرب". وتعتبر الإدارة الذاتية التي أنشأها حزب "الاتحاد الديموقراطي"، حليفاً أساسياً على الأرض للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة الأميركية في قتالها ضد "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش). ويورد التقرير روايات وصوراً ملتقطة بالأقمار الاصطناعية وكلام شهود، تتحدث كلها عن عمليات نزوح قسري وهدم منازل في الشمال السوري، وعمليات تهجير متعمدة لآلاف المدنيين، فضلاً عن تدمير قرى بأكلمها في مناطق تخضع لسيطرة الحزب الكردي. ويبيِّن بعض الصور نطاق عملية تدمير المنازل، وأن عدد المباني كان 225 في تموز (يوليو) 2014، لكنه تقلّص إلى 14 في نهاية حزيران (يونيو) 2015. وأوضح تقرير المنظمة أن عمليات التدمير التي رصدت في المناطق السورية لم تنجم عن معارك ضد المتشددين كما قال الحزب، بل إنها تمت في سياق متعمد وعقوبة جماعية لسكان القرى وتهجير قسري للمدنيين. وتحدث التقرير أن إحدى الهجمات المروّعة التي قام بها حزب "الاتحاد الديموقراطي" ، عندما قام بصبّ النفط على أحد المنازل وهدد بإحراقه، على رغم وجود السكان في داخله، مؤكداً أن هدف هذه الممارسات غير المشروعة هو العرب والتركمان على السواء. ويعترف قائد قوة الشرطة التابعة للإدارة الذاتية للمنطقة الخاضعة لسيطرة حزب "الاتحاد الديموقراطي"، والتي تسمى "أسايش"، بوقوع عمليات تهجير قسري، لكنه قلل من أهميتها باعتبار أنها "حالات فردية"، وضرورية للحفاظ على سلامة السكان. يُذكر أن قوات النظام السوري انسحبت تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال البلاد مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012، محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات. وتصاعد بعد ذلك نفوذ الأكراد في تلك المناطق. وفي العام 2013، أعلن حزب "الاتحاد الديموقراطي" إقامة الإدارة الذاتية الموقتة في ثلاث مقاطعات، هي: الجزيرة (الحسكة)، وعفرين وكوباني (ريف حلب)، تحت مسمى «روج آفا»، أي غرب كردستان بالكردية.