عُرضت في دبي نسخة رُسمت حديثاً للوحة يعتبرها الفلسطينيون رمزاً لنضالهم من أجل دولتهم المستقلة، وذلك بعد سنوات من غارة أميركية على ليبيا يُعتقد أن النسخة الأصلية للوحة دُمرت خلالها. تُصور لوحة «جمل المحامل» التي يعود تاريخها إلى عام 1973 حمّالاً عجوزاً ينوء ظهره بحمل القدس، في تصور خيالي لتطلعات الفلسطينيين إلى دولة عاصمتها القدسالشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967. اللوحة رسمها الفنان الفلسطيني المعروف سليمان منصور المقيم في القدس، والذي يرجع أصل عائلته إلى بلدة بيرزيت في الضفة الغربيةالمحتلة. وذكر منصور أن السفير الليبي في لندن أبلغه أن النسخة الأصلية دُمرت على الأرجح في غارة جوية أميركية على العاصمة الليبية طرابلس عام 1986، برّرتها واشنطن آنذاك بأنها ردّ على تفجير ملهى ليلي في برلين أُلقيت المسؤولية فيه على ليبيا. وقال منصور بعد إزاحة الستار عن نسخة اللوحة داخل معرض فني في دبي: «اشتراها القذافي مني في السبعينات، ثم اختفت وحاولت أن أتتبّعها أيام حكم القذافي من خلال سفيري ليبيا في لندن وفي الأردن. لكن من دون جدوى. ووصلنا إلى قناعة أن اللوحة دُمّرت». وكان عدد كبير من الفلسطينيين قد اقتنى نسخاً من اللوحة مُذ طبعت على الورق عام 1975. وذكرت زائرة للمعرض تُدعى روان درويش أن «جمل المحامل» باتت رمزاً للقضية الفلسطينية. وذكر منصور (67 سنة) الذي يعمل أستاذاً في جامعة القدس أن النسخة الجديدة «جمل المحامل 2» فيها تعديلات على النسخة الأصلية وتضمنت تغييرات رآها الفنان ضرورية، لكنها لا تمس السمات الأساسية للوحة الأصلية. وأفاد بأن اللوحة صارت أكثر شهرة منه. وأضاف: «هي لوحة كباقي لوحاتي، عندما رسمتها برسم أيقونة. ولكن، بعد الاهتمام العربي بها والفلسطيني صارت لوحة مُهمة جداً بالنسبة لي. صارت هي أشهر مني في العالم العربي». ونالت النسخة الجديدة من اللوحة إعجاب زوار المعرض في دُبي. وقال زائر يدعى منير الشرفا: «لوحة معبرة جداً، وهي تحكي قصة المسؤولية الفلسطينية والعبء الفلسطيني. وطبعاً صورة جميلة للواقع الفلسطيني والعربي». ومن المقرر عرض «جمل المحامل 2» للبيع في مزاد بحلول نهاية مهرجان يستمر أسبوعاً في دبي، وسيخصص جزء من عائد البيع لدعم مبادرة فنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولمساندة الأجيال الجديدة من الفنانين الفلسطينيين.