يبدو أي حديث عن الإنترنت مملاً لكثرة المعلومات المكررة، وانتشار الحديث عنه. فبات الإنترنت خبزاً يومياً لمئات الملايين من البشر حول العالم. في احتفالها بمرور 25 عاماً على الإنترنت سعت صحيفة الأوبزيرفر البريطانية إلى عرض حقائق ربما تكون جديدة على قراء عدة. ال«ويب» ليس الإنترنت: يخلط الناس، حتى المتخصصين منهم، بين ال«ويب» والإنترنت. فإذا كان من المتفق عليه أن «غوغل» ليس الإنترنت، وكذلك «فيسبوك»، فإن ال«ويب» ليس الإنترنت. يمكن اختصار ذلك بالقول إن «ويب» أداة أو وسيلة ضمن أدوات كثيرة موجودة في الإنترنت لتبادل البيانات. علاقة «ويب» بالإنترنت تشبه تماماً علاقة برنامج «سكايب» أو برامج مشاركة الملفات بالإنترنت. فجميعها تعتمد على الإنترنت لتشغيلها. بعبارة أخرى «ويب» مهم، لكنه جزء من أجزاء أخرى تعمل على الإنترنت. تيم بارنز لي وريث غوتنبيرغ الحقيقي: في عام 1455، أطلق يوحنا غوتنبيرغ لوحده ثورة في الطباعة تمثلت باختراعه أول طابعة في العالم، اعتبرت تحولاً في طبيعة الاتصال بين البشر، وهو ما يعتبر تحولاً شكّل المجتمع البشري منذ ذلك الحين. يمكن اعتبار تيم بارنز لي الذي يعتبر مخترع الشبكة العالمية بأنه الوريث الشرعي لغوتنبيرغ، نظراً إلى أثر اختراعه الذي غيّر وسيلة اتصال البشر باختراع غوتنبيرغ. ال«ويب» القديم ليس ما نستخدمه الآن صفحات الإنترنت وال«ويب» التي نستخدمها اليوم، تختلف عما كان موجوداً قبل 25 عاماً. ظل «ويب» يتطور بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين. لا يشبه هذا التطور سوى عصور التطور الجيولوجي. «ويب 1.0» كان يتيح للمستخدم القراءة فقط، واستمر كذلك حتى نهاية التسعينات، حينما ظهر جيل «ويب 2.0»، جيل المدونات وخدمات «ويب» والخرائط وغيرها من الخدمات التفاعلية. بوادر الجيل الثالث «ويب 3.0» بدأت تظهر أيضاً، وهي تلك التطبيقات التي تحول فهم محتوى صفحات «ويب» وتحللها. سيظهر لاحقاً «ويب 4.0» وهكذا دواليك. الشركات تهمين على الإنترنت على رغم القول إنه بإمكان أي شخص إنشاء صفحة على الإنترنت، إلا أن أهم 100 موقع على الإنترنت مملوكة لشركات. الاستثناء الوحيد هو موسوعة «ويكيبيديا». سيطرة الشركات تمنحها قوة هائلة: على سبيل المثال فإن لم يجد عملاق محركات البحث «غوغل» موقعك على الإنترنت فإنك ببساطة لست موجوداً على الإنترنت، وهذا سيكون ذا تأثير أسوأ على الشركات التي تتجه لاستخدام الإنترنت. تحاول «غوغل» باستمرار تغيير «خوارزميتها» التي ترتب ظهور النتائج في محرك البحث وفقاً لمعايير عدة، وخلال هذه التغييرات تحذف «غوغل» مواقع عدة من التي تحاول العبث أو التحايل على خوارزميتها من قوائم نتائج البحث. وهو ما يعني اختفاء هذه الشركات والموقع من الإنترنت أو معاناتها الشديدة جراء تصرف «غوغل». الاختصار أطول من الجملة: ربما نطق الاختصار WWW الذي يرمز إلى الجملة الإنكليزية World Wide Web أطول من نطق الجملة الأصلية ذاتها، كما أشار إلى ذلك الكاتب الإنكليزي دوغلاس آدم. ل«ويب» تأثير سلبي في البيئة: من دون شك، فإن شركات الإنترنت بحاجة إلى مبانٍ وكهرباء ومعدات ضخمة تدعم عملها، وتشغيلها لخوادم عدة حول العالم. لكن لا أحد يعرف على وجه التحديد كمية التأثير السلبي الذي تحدثه في البيئة، لكن بكل تأكيد ليس تأثيراً تافهاً. قبل أعوام عدة قالت «غوغل» إن البصمة الكربونية التي تخلفها الشركة تعادل ما تخلفه دولة لاووس أو الأممالمتحدة من بصمة كربونية، وهي ما تعني مجموع انبعاثات الغاز الدفيئة. وتشير «غوغل» إلى أن كل مستخدم يخلف ما مجموعة 8 غرامات يومياً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون نتيجة استخدامه لمنتجات «غوغل». فيما تدعي «فيسبوك» أن مستخدميها يخلفون أقل من هذا الرقم بكثير. مستخدم «ويب» لا يشاهد إلا رأس جبل الجليد: لا أحد يعرف حجم «ويب» الحقيقي، كل ما نعرفه أن جزءاً منه تفهرسه محركات البحث لتسهيل الوصول إليه، لكن الأغلب مدفون في ثناياه، وما يظهر في محركات البحث قليل من كثير، ويعتقد الخبراء أننا لا نستطيع سوى الوصول إلى ما يقارب 2،3 بليون صفحة، في حين أن الموجود أكثر من ذلك بكثير. مستخدمو «ويب» حازمون: يقل معدل ما يقضيه الشخص لقراءة صفحة «ويب» عن الدقيقة، أول عشر ثوان تعتبر حاسمة في اتخاذ قرار إكمال القراءة من عدمه، واحتمالية تركهم القراءة في الثوان الأولى أكثر من بقية الوقت، كما تظل احتمالية تركهم الصفحة عالية أيضاً خلال ال20 ثانية التالية. إذا استمر القارئ لأكثر من 30 ثانية في ذات الصفحة فإن الفرصة تكون أعلى لأن يكمل الشخص القراءة .«ويب» حل محل ذاكرتنا هل لاحظت أنك لم تعد بحاجة إلى تذكر الكثير من الأشياء، لأنك تعرف أنك ستبحث عنها في «غوغل» على سبيل المثال وستجدها مباشرة.