تشهد الضفة الغربية في الأيام الأخيرة تصعيدات في مناطق عدة ما بين مسيرات واعتقالات وإغلاق طرق وسقوط شهداء وجرحى، وغضب فلسطيني عارم، ما جعل المتابعين للأحداث يتساءلون عما إذا كان ما يحدث انتفاضة ثالثة، أم مجرد تصعيد آخر سرعان ما تخمد نيرانه؟ وقال المتخصص في الشؤون البرلمانية وعضو فريق «مقياس الديموقراطية العربي» جهاد حرب، في حديثه إلى «الحياة» إن "الشعب الفلسطيني يعيش في أتون موجة من موجات المواجهة العنيفة مع الاحتلال الإسرائيلي، تتشابه ملامحها مع الإنتفاضة الحجارة 1987 وانتفاضة الأقصى 2000 والحرب الأخيرة على قطاع غزة خصوصاً. وتندلع المواجهات بعد العمليات الفردية في القدس والناتجة عن الاستفزازات الإسرائيلية في القدسوالضفة الغربية بشكل عام، لكنها ستأخذ مدى زمنيا قصيرا ولن تتحول إلى انتفاضة ثالثة". ورأى حرب أن هناك عاملين أساسين كشروط لتحول الهبة الجماهيرية إلى إنتفاضة ومنها «أولاتحرر السلطة الفلسطينية من كل الاتفاقيات الملزمة التي تحد من فعل المقاومة، وثانيا استمرار تعنت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار عدوانه وقمعه وسقوط العديد من الشهداء بشكل يومي من دون محاولة للتهدئة، ما سيؤدي إلى تدحرج الكرة بطريق آخر». وأضاف: «الإنتفاضة تحتاج إلى قيادة وإطار تنظيمي لتنظيم العمل الجماهيري كما الإنتفاضة الأولى، إذ أن عامل غياب التنسيق الفصائلي سيقلل من أي خطوة نحو العمل النضالي». واستبعد حرب إمكان حدوث مواجهات محتدمة في قطاع غزة على إثر ما يحدث في الضفة الغربية، وذلك لطبيعة الظروف التي يعيشها القطاع ولطبيعة المواجهة مع الاحتلال خصوصاً بعد تدمير غزة بشكل هائل بعد الحرب الأخيرة العام 2014، ويرى بأن الوضع سينحصر في المسيرات ومظاهرات الشجب. ويرى الباحث أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أبقى الأبواب مفتوحة للاستمرار بعملية المفاوضات مع بقاء الخيارات لمستقبل العلاقة السياسية مع الاحتلال أو المقاومة، من طريق تقديم إشارات عن نيته للتحرر من العملية السياسية لتثبيت الدولة على أرض الواقع.