إن محافظة المواطنين والمقيمين والأفراد كافة على النظام في البلد التي ينعمون بخيراتها وأمنها، وتقديرهم للمسؤولية وإدراكهم لواجباتهم، لهي أدلة واضحة على الذوق الرفيع والتحضر ومدى رقي المواطنين، ذلك لأن تنظيم المرور في بلدنا واحترام قوانينه وأنظمته من مظاهر تقدم البلاد ورقي شعبها، كما أن مخالفة الأنظمة وعدم اكتراث البعض بها لبرهان أكيد على إعطاء صورة سيئة لزائر بلدنا، لما يراه في شوارعنا من فوضى مرورية وعدم التزام بعض قائدي السيارات بالقواعد والإشارات المرورية، ومع الأسف الشديد، في ظل غياب تام وتجاهل من إدارات المرور كافة عن تحرير مخالفات نتيجة تجاوزات بعض سائقي السيارات من سرعة وتهور ورعونة في القيادة، وسباق محموم للوصول إلى نقطة النهاية، حتى أصبحت الحوادث يومية وبشكل فظيع يدمي القلوب، ويذهب ضحيتها اسر بكاملها، وشباب في عمر الزهور، ومقتبل حياتهم، تزف الى القبور يومياً أو شبه يومي، إضافة إلى السباب والشتائم والألفاظ النابية في حال التزامك بالنظام واحترام القوانين في شوارعنا التي أصبحت كالغابة، لا مكان فيها للضعيف، فالقوي يفترس الضعيف. لعلي هنا أذكر بعض المخالفات الشائعة والدارجة التي يغض بعض رجال المرور الطرف عنها، على رغم أهميتها، منها: عدم إعطاء الأولوية في الدوران للمقبل من اليسار، وتخطي خط الوقوف عند الإشارة، والتجاوز من اليمين ثم حدف السيارة على المركبة المجاورة والوقوف بشكل عرضي متقدم على الإشارة، كما نلاحظ أن الكثير من قائدي السيارات يقطعون الإشارة الضوئية بشكل مستمر ودائم، وأيضاً الوقوف عند الإشارة بشكل فوضوي، ولا أحد من رجال المرور يحرر مخالفة لأي من هؤلاء المستهترين! مخالفات كثيرة تحدث يومياً باستمرار، والأغرب والأدهى أنها تحدث أحياناً أمام بعض رجال المرور، وهو لا يلتفت إليها أو يلقي لها بالاً أو أهمية، ما جعلها تشيع وتكثر في شوارعنا، وينتج عنها الكثير من الحوادث التي يروح ضحيتها مواطنون أبرياء لا ذنب لهم... وأخيراً «مَن أمن العقوبة أساء الأدب». ما أردته من هذا هو الإصلاح وضبط الشارع السعودي وإعادة الهيبة له، وأن يلتزم بعض قائدي السيارات المتهورين بآداب القيادة والالتزام بتعليمات المرور، لأن شوارعنا أصبحت مثل «حلبات السباق».